عجقة قمم في الرياض تخللها رقص وعراضات على أنغام الصفقات. فبعد ثنائية الأمس بين ترامب والملك سلمان ضمنت مئات المليارات في الجيب الأميركي، قرقعة أميركية- سعودية حضر إليها قادة عرب ومسلمون، وأحضر آخرون ليحاضر فيهم الضيف الأميركي من على المنبر الأغلى في العالم، ويستحق ان يدخل موسوعة “غينيس”. فبعد أن قبض مئات المليارات قرأ في كتاب الوهابية السعودية، وعلى قاعدة “طعمي التم بتستحي العين”، امتدح ترامب قادة دول الخليج.
فإن كان عنوان القمة فعلا محاربة الارهاب وتجفيف مصادره، فلماذا انعقدت في منبعه الرئيسي تمويلا وفكرا؟. وإن كان حضر ترامب إلى بلاد الحرمين للتشجيع على التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، فإن العربان قطعوا أشواطا كبيرة نحو الحضن الاسرائيلي.
أما إن كان الهدف هو محاربة الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن الشعب قال كلمته بالأمس بأنه وراء الثورة، وأعطى دروسا في ممارسة الانتخابات في محيط قاحل على هذا الصعيد أوله الدولة المضيفة للقمة.
أما إن كان الهدف محاربة حركات المقاومة في المنطقة، ف”حزب الله” يؤكد: الإدارة الأميركية المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب، لن تتمكن من المقاومة، وما سيحصلون عليه مزيد من الصراخ الإعلامي.
ألم يتعلموا من التاريخ؟، فالصراخ والزعيق والتهويل بالحرب والثبور وعظائم الأمور لم تمنع نصر أيار الالهي عام 2000، ولم تنقذ العدو الاسرائيلي من هزيمة 2006.
إنها قمم المأزومين: السعودي الباحث عمن ينقذه من وحول حرب اليمن وملفات المنطقة، وترامب الملاحق بشبح العزل في بلاده ليعود ب 500 مليار دولار إلى بيته الأبيض عسى أن تثبته لفترة اضافية في الحكم.