أبواب دير الزور تطرق بسواعد الرجال، ومواقيت النصر الجديد تحسبه الأمم المتحدة بالأشهر القليلة أو الأيام. فسوريا ستتحرر من “داعش” نهاية تشرين المقبل، الكلام ليس لعراف، أو لمصدر سوري أثقله التفاؤل بفعل انتصارات جيشه وحلفائه من البادية إلى دير الزور وقبلهما القلمون، وانما للمندوب الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الحاسم بأن أيام “داعش” باتت قليلة بفعل الجيش السوري وحلفائه.
فأين حلفاء دي ميستورا أو مسيروه، هل سمعوا الكلام عن النصر المحتوم، أم انهم جزء من نص خطاب المبعوث الأممي الذي ذهب إلى أبعد من الميدان السوري إلى المحفلِ السياسي؟. وهل من داع بعد لصراخ المتباكين، اللبنانيين وغير اللبنانيين، على نقلِ بقايا “داعش” المهزومين من القلمون السورية إلى دير الزور السورية، وهم الهاتفون زورا باسم الثأر للعسكريين اللبنانيين؟. وماذا بعد الكلام اليقين الذي أعلنه رئيس الحكومة اللبنانية من أروقة الايليزيه الفرنسية، وفيه الاعلان الصريح عن قرارِ رئيسي الجمهورية والحكومة بالسماح ل”الدواعش” بترك الأراضي اللبنانية، وهي الخطوة التي كانت ضمن مسار الاتفاق المفروض على بقايا “داعش” في معركة القلمون؟.
أما ما يحاول الأميركيون فرضه من خلال محاصرة قافلة “داعش” الذاهبة من القلمون إلى دير الزور، وفق اتفاق الهزيمة لهؤلاء، فهي حتما ليست ضمن الادعاءات الأميركية بمحاربة “داعش”، كما جاء في بيان “حزب الله”، وهم أي الأميركيون من ساعد أكثر من ألف مقاتل “داعشي”، وخصوصا من الأجانب، على الهرب من مدينة تلعفر العراقية واللجوء إلى المناطق الكردية، ليجزم بيان “حزب الله” ان الهدف الأميركي من هذا التصرف شيء آخر لا صلة له بمحاربة “داعش”، وان على المجتمع الدولي التدخل لمنع حصول مجزرة بشعة قد يرتكبها الأميركيون بأولئك المحاصرين في الصحراء وبينهم أطفال وشيوخ ونساء.