من سبتها الأسود الذي حاولت فرضه على لبنان، إلى السبت الأسود الذي تحاول إمراره في صنعاء، فإن الفشل نفسه هو الذي سيحكم كل مغامرات ومكابرات الرياض.
وكما احبط اللبنانيون بوحدتهم سيناريوهات الفتنة السعودية، فإن الحكمة اليمنية كفيلة باحباط محاولات الاستثمار السعودي في التباين المفتعل بين السياسيين اليمنيين.
وكما تمكن اليمنيون بوحدتهم وقوتهم وايمانهم بقضيتهم، من كسر أهداف العدوان السعودي- الأميركي، فإنهم لن يعطوا أهل العدوان ما عجزوا عن تحقيقه بثلاث سنوات من القتل والتنكيل، والتجويع والحصار الذي عاودت الأمم المتحدة اليوم المطالبة برفعه عن اليمن المهدد بأسوأ مجاعة في العصر الحديث.
السعودية وتوابعها حاضرة للاستثمار بمستجدات صنعاء، كأنما وجدت سلما تنزل به عن أعالي الشجرة اليمنية، التي أرهقتها واستنزفتها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، دون تحقيق أي من الأهداف أو الامساك بأي من الأوراق، فحاولت أخذ ورقة لجانبها من خطاب انفعال أخذت بالبناء عليه.
لكن اليمنيين ثابتون وقادرون على المواجهة وتحصين الساحة، وفق قائد “أنصار الله” السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي دعا إلى التعقل والحكمة، ناصحا الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالعودة عن خطابه الذي تطابق مع العدوان، مميزا بين مواقف صالح ومواقف الحكماء في “المؤتمر الشعبي” الذي يرأسه.
في لبنان الذي انهى حكماؤه مفاعيل المشروع السعودي التفجيري الذي أعد بداية الشهر الماضي، استعدادات للانطلاقة السياسية مع جلسة الحكومة الثلاثاء، وهي انطلاقة لن تؤثر عليها المحاولة السعودية الجديدة المصوبة نحو المصارف اللبنانية، في خطوة ناقصة أيضا، لن يحتملها حتى حلفاؤها.