لا داعي للتحليل ما دام ان وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو أعلنها صراحة من باريس بان مسار تشكيل الحكومة اللبنانية محكوم بالشروط الاميركية بل التعطيل الاميركي، فبات اللبنانيون امام خيارين: اما الاستجابة لتلك الشروط ومضي البعض بالتعطيل، او الاستجابة للحاجة الوطنية الملحة والعمل جميعا على تشكيل حكومة مطابقة للمواصفات الوطنية.
وبصفته احد اعمدة الادارة الاميركية المنهارة والخائبة في مستنقعات التجاذب بين بقايا اصوات صناديق الاقتراع، فان مايك بومبيو يظن انه بصراخه الخارجي يحاول استعادة بعض الاعتبار عالميا، الذي داسته معركة رئيسه الانتخابية وتصريحاته الانفعالية.
ويعرف اللبنانيون ان بومبيو خاب وادارته بفرض الشروط يوم كان في ذروة العنجهية والقوة، فكيف به وهو يلفظ آخر انفاسه السياسية. اما الحديث عن ان الحكم في الولايات الاميركية استمرارية، فان الحكمة تفترض على هؤلاء الغارقين بالاوهام الاميركية ان ينظروا الى واقع تلك الولايات غير المتحدة، وليكفوا عن الرهانات الخائبة التي لن تبدل شيئا في الوقت بدل الضائع .
في المسار الحكومي لم يبدل اهله تبديلا، بل ان اللقاء التاسع الذي جمع رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف زاد من السوداوية، وعلى وقع النعيق السياسي الاميركي يجنح الافق الحكومي نحو المجهول. والمعلوم ان اوضاع اللبنانيين لا تحتمل، وان المنطقة التي تسبح على رمال متحركة لا تحتمل ترف اللعب اللبناني على الامواج، فالوقت ليس لمصلحة احد في زمن الاوبئة المتعددة.
والوباء بالوباء يذكر، فان اقفال كورونا لا يزال مستمرا مع اتساع في نسبة التفلت، وخوفا من الانفلات فان الاجهزة معنية بالتشدد لفرض الاقفال كعلاج ضروري ووحيد متاح الى الآن، رغم الوجع الاقتصادي الذي لا مفر من تحمله للحد من الارقام الكارثية التي تسجل يوميا في لبنان، والتي بلغت اليوم أكثر من الف وخمسمئة اصابة وسبع عشرة حالة وفاة.