بين أزمة المحروقات المفتعلة بحسب رئيس الجمهورية، ومنصات الدولار المشبوهة بحسب رئيس الحكومة، البلد يغلي على صفيح ساخن، ولا من يبرده ولو بخطوة ايجابية او حتى نفحة من التفاؤل الذي يعدم كل يوم في طوابير الانتظار او عند مفترق الطرق المقطعة بالموجوعين حينا وبالمدفوعين احيانا…
فوق الغليان هي حال البلد الذي يتقن بعض المعنيين فيه تبخير اي حل مقترح ، او حتى الاستجابة لاي يد تمتد لهم في ظل هذا الجفاف الاقتصادي الحاد ووسط السيل الجارف من الازمات.
في أزمة المحروقات المفتعلة طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الوزارات المعنية والاجهزة الامنية التشدد في تطبيق القوانين مع المخالفين للتخفيف من حدة الازمة ووقف استغلال المواطنين، الى حين تراجعها خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة على ما جاء في بيان القصر الجمهوري.
وأما رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب فسأل الوزراء المعنيين وعبرهم الاجهزة الامنية والقضائية: كيف انه ومنذ سنة ونصف لم نستطع ان نعرف شيئا عن منصات سوداء لصرف الدولار باهداف مشبوهة تدفع بالبلد نحو الانفجار، ولم نستطع ايقاف اي منها؟ وهل يعقل انها اقوى من القضاء ومن الاجهزة الامنية والمعلوماتية؟
سأل الرئيس دياب الذي اضاف تساؤلا عن سر الفوضى في الشارع التي تكبر كلما لاحت فرصة للاستفادة من موسم سياحي يتوقع ان يدر على البلد اكثر من اربعة مليارات دولار تساعد على الوقوف في وجه الازمة.
وللوقوف الى جانب لبنان في وجه الازمة حضرت روسيا بعروض رسمية عبر وفد التقى وزيري الطاقة والاشغال في حكومة تصريف الاعمال، وفي جعبة الوفد الروسي طروحات جدية في شأن الكهرباء وتكرير النفط وتوسعة المرافئ، على ان يستكمل لقاءاته ودراساته التفصيلية من مرفأي بيروت وطرابلس لتقديمها مع مقترحات الاستثمار والمساعدة الى الجهات المعنية.