بطائرةٍ مدنيةٍ اخترقَ الرئيسُ السوريُ كلّ الجدُرِ السياسيةِ والامنيةِ والعسكرية.. اصابت طائرتُه مُرادَها تماماً كما اصابت طائراتُ السوخوي اهدافَها الميدانيةَ والسياسية..
وصلَ الرئيسُ بشار الاسد الى موسكو، فاوصلَ رسائلَ بكلِّ اتجاه، خَلَطت الاوراق، وارَّقَت خلطاتِ السياسةِ التي حاولت بناءَ الواقعِ السوري والاقليمي على وقعِ احلامِها واُمنيّاتِها..
وبطلعةٍ سياسيةٍ توازي كلَّ الطلعاتِ العسكريةِ التي تملأُ سماءَ سوريا والمنطقة، قُلِبَت موازينُ اللعبة..
فبينما يبحثُ البعضُ عن مرحلةٍ انتقاليةٍ في سوريا، تتيحُ المناورةَ لابعادِ الاسد، ابعدَ الرئيسُ الروسيُ كلَ الاوهامِ والتكهنات، ونقلَ المرحلةَ الى الثابتةِ الروسية: بشار الاسد رئيسُ الجمهوريةِ العربيةِ السورية، وجيشُه الاقدرُ على مواجهةِ الارهاب..
زيارةٌ اَشعلت المنطقة، وحرَّكت كلَ خطوطِ التواصلِ المرتفعةِ الحرارة.. اتصلَ الرئيسُ التركيُ بنظيرِه الروسي للتداولِ بفحوى لقاءاتِ الكريملن، واتصلَ الرئيسُ الروسيُ بالملكِ السعودي لاطلاعِه على جوانبِ اللقاء، عشيةَ الاعلانِ عن لقاءٍ روسيٍ اميركيٍ سعوديٍ تركيٍ حولَ سوريا..
زيارةٌ اختصرت المشهدَ بمائدةِ الوُدِّ وحفاوةِ الاستقبال، واعادَت فرضَ الاولويات، بانَ قتالَ الارهابِ مدخلٌ الزاميٌ للحلِّ السياسي، بعدَ ان توهمَ البعضُ بفرضِ تسويةٍ سياسيةٍ في سوريا كشرطٍ لمحاربةِ الارهاب..