ساعات قليلة ويطوى عام الفين وخمسة عشر. عام ازدحم بالتطورات، وغصت ساحاته بالتحولات .. عام كانت كبرى مفاجآته الدولية دخول روسيا الى الميدان السوري … واكبر اخفاقاته عجز السعودية عن رفع اي من قدميها من الوحل اليمني..
وفي العام نفسه العدو الصهيوني تصبب عرقا على الحدود مع لبنان وازداد ارتباكا امام السكين الفلسطيني.. بين عام راحل واخر مقبل قواعد ثابتة: المقاومة ستكون حيث يجب ان تكون.. فلسطين رأس الاولويات… سوريا محور المعادلات… والعراق ساحة هزائم الارهاب … واليمن بشارة نصر قريب يعلنها قاهر وصرخة وتوتشكا.. في الثوابت ايضا: ايران قوة عالمية تنتزع حقوقها، وحضورها اصيل غير قابل للعزل والاختزال.
لبنانيا، اقل ما يوصف به العام الراحل انه عام الترحيل: ترحيل الازمات والانتخابات على انواعها… ترحيل المراسيم والقوانين والمشاريع. ترحيل النفايات التي تسحبها الان امطار فلاديمير الى البحر قبل ان تنقلها سفن التصدير باتجاه مكبات الخارج..
ربما لم يستقر عام الفين وخمسة عشر على مسار سياسي واحد، لكنه شهد على انجازات نوعية للقوى الامنية والمقاومة ضد الارهاب والعملاء، بمقدار ما تمكنت طاولة الحوار من كتم فوهة الانفجارات السياسية ولو الى حين.