يُفسِّرُ العربُ بمعاجِمِهم كلمةَ الهِبةِ بالعطيةِ الخاليةِ من الاَعراضِ والاغراض.. ويفسرُ المراقبونَ سحبَ الهبةِ السعوديةِ للجيشِ اللبناني بوجودِ اعراضٍ متعددةٍ باتت تصيبُ الجسمَ السياسيَ للمملكةِ المشظى داخلياً وخارجيا..
اما الهبَّةُ المرافقةُ للقرارِ السعودي معاقبةَ الجيشِ اللبناني فلن تَحجِبَ حقيقةَ المشهدِ من جيزان الى لبنان..
وللباحثينَ عن السببِ الاطلاعُ على تقاريرِ المنظماتِ الدوليةِ والصحفِ العالميةِ ليَبطُلَ العجب..
تخفيضٌ للائتمانِ السعودي، وتصويبٌ على ازمةِ النفطِ وكلفةِ حربِ اليمنِ الاقتصاديةِ والسياسية، كفيلةٌ بجمعِ ما يَكفي من اسبابٍ لهيستيريا القرارِ السعودي..
واذا كان البعضُ يريدُ الهروبَ من واقعِ الافلاسِ الاقتصادي فانه وقعَ بالافلاسِ السياسي.. فاينَ هي مملكةُ الخيرِ الواقفةُ على الدوامِ الى جانبِ لبنانَ كما يدّعون .. اينَ الهباتُ غيرُ المشروطة، والمواقفُ المعسولة .. الم يكشفِ القرارُ السعوديُ حقيقةَ الدعمِ المزعومِ للبنان، بانه ثمنُ مواقفَ سياسيةٍ في خدمةِ المملكة؟ الم يُظهرِ القرارُ حقيقةَ حكمٍ لا يحتملُ حقيقةً ولا انتقاداً؟ ثُم ايُ موقفٍ لبنانيٍ هو المنتقد؟ الم يباركِ الجميعُ لوزيرِ الخارجيةِ جبران باسيل موقفَه الاخيرَ في الجامعةِ العربية؟ الم تُهنئْهُ الحكومةُ ورئيسُها كما طاولةُ الحوار؟ وخرجَ صقورُ السعوديةِ في لبنانَ لمدحِ موقفِه الاستثنائي؟
اما الاستثنائيُ بينَ التحليلات، فهو للمغردِ السعوديِ الشهيرِ مجتهد الذي قال : لا علاقةَ لوقفِ الهبةِ السعوديةِ بمواقفِ حزبِ الله ولا بسياساتِ الحكومةِ اللبنانية، بل بانهيارِ مفاوضاتِ إطلاقِ سراحِ أمير الكابتاغون الموقوفِ في لبنان. ويبقى السؤال: هل كان هناكَ بالاصل من هبات؟