ملايين السيارات لا تزال في طوابير البانزين، وملايين الليترات مكدسة في خزانات المحتكرين، وما المكتشف عند صقور زحلة سوى بعض الدليل…
في طوابير الانتظار نفط عقدت لاجله الاجتماعات وصرفت له الاعتمادات وقيل ان سفنه في طور التفريغ، فيما الشح ما زال على حاله وكذلك معاناة اللبنانيين، أما وعود الانفراج فـ”عالوعد ياكمون”.
في كل يومٍ موعد لكشف جديد عن محتكرين يتلاعبون بارواح وارزاق واعصاب اللبنانيين، على ان أكبر الكشف خزانات الصقر في زحلة التي تحوي ملايين الليترات من مادة البانزين، ككمية لا يمكن تخيلها، فضلاً عن انها تشكل خطراً حقيقياً على الزحليين اكبر مما عاناه العكاريون مع خزانات التليل.
والمعاناة الاكبر هي بالنصوص القانونية التي تتذرع بها الجهات القضائية للتساهل مع هؤلاء وامثالهم، فيما استند عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الى قانون العقوبات في المادتين 685 و 688 ليخاطب القضاء والجهات المعنية بضرورة انزال العقوبة القصوى بحق كل المحتكرين اي الحبس والحرمان من ممارسة المهنة، او الاقفال النهائي لمحل العمل، ومضاعفة العقوبة في حال تكرار الجرم.
بجرم التهرب من القضاء اصدرت القاضية غادة عون قرار بحث وتحر بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي رفض المثول امامها، اما التهمة المستدعى بها فهي اخراج ملياري دولار الى خارج البلاد من قبل شركات لتحويل الاموال خلال السنتين الماضيتين اي في عز الازمة الحالية، بموافقته، فضلاً عن إقراضه المصارف اللبنانية مبلغ مليار دولار للعمل على تحسين أوضاعها مع المودعين، فيما المودعون لم يحسّوا بطعم هذه الاموال، وهم عالقون على قارعة الانتظار.
وأما الانتظار الحكومي فمعلق على لقاء، أجله الرئيس المكلف اربعا وعشرين ساعة لمزيد من التشاور، على ان المؤشرات تشير الى حكومة مكتملة الاعداد والاسماء ستقدم للرئيس ميشال عون، وسيقدم معها كل استعداد للنقاش الجدي في بعض التعديلات، وهو ما يعدل منسوب التشاؤم الذي كان حاكما للمشهد الحكومي في الايام القليلة الماضية.