غدا تلتقط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي صورتها التذكارية في بعبدا، فهل تقتحم ذاكرة اللبنانيين باجتياز الاستحقاقات؟.
الكثير من التحديات متربص بكل الوزراء، فيما الجامع بين عملهم ومهامهم محكوم بسرعة التصدي والانطلاق على خط الحل، وعدم تكبيد لبنان مزيدا من الوقت المهدور في الطوابير، وأمام الصيدليات، وجراء الارباك المتوقع في المدارس حيث تتحكم بالعام الدراسي مطالب المعلمين، وقيمة رواتبهم وشح البنزين ومحروقات النقل.
لا شك أن تشكيل الحكومة فتح كوة في جدار الأزمة، أما الفجوات التي تتآكل ثقة اللبنانيين بدولتهم فتبقى كثيرة وكبيرة. فمن يرمم هذه الثقة وكيف ومتى؟. ومن هو صاحب الجرأة على المبادرة الاستثنائية؟ وأن تمتع بالقدرة فهل سيترك حرا بالمعالجة في ظل الحصار الأميركي الذي ينكره كثيرون رغم افتضاحهم وانكشافهم في السياسة وفي المازوت والمستودعات والبنزين والمصارف الناهبة لأموال اللبنانيين والمهربة لها في جنح الليالي الحالكة.
اللبناني يسأل عن الحل، ويريد وضوحا تاما في التعامل معه، بحسب ما تفرض المرحلة وصعوبتها، خاصة مع اقتراب الاصطدام بأشد وأقسى الاختبارات المعيشية مع رفع الدعم عن المحروقات، في ختام مسلسل الانهيار الذي شرعته سياسات حاكم مصرف لبنان ومن هم فوق رأسه وتحت يده.
الحكومة اللبنانية تبدأ عملها وأمامها ممهدات الاستثمار لتحسين وضع الكهرباء والطاقة مع توقع وصول النفط العراقي الأسبوع المقبل، وأيضا إعلان وزارة النفط في سوريا اتمام صيانة القسم الأكبر من شبكة استجرار النفط المصري عبر الأراضي السورية الى لبنان. هذان العرضان المتاحان يشكلان الدليل على حاجة لبنان الى محيطه الشقيق بهدف الوقوف على قدميه، وعدم اسقاط أي من المساعدات التي تأتيه من أصدقاء وأشقاء في المنطقة، ومن بينهم العراق وإيران اللذان وضعا اليوم مستوى تعاونهما في لقاء الرئيسين السيد ابراهيم رئيسي ومصطفى الكاظمي، في إطار أبعد من الإقليمي والثنائي.
في فلسطين المحتلة، لا مجال أمام العدو للتهرب من حجم الصفعة التي طبعت خده جراء عملية تحرر أسرى جلبوع، وهو لن يستطيع إخفاء أثرها مهما فعل، بعد إعادة أسر أربعة منهم، ونشر صورهم مقيدي المعاصم او محاطين بالحراسة في المحاكمات المزعومة.
ما يجري في فلسطين البطولات، والتطورات في لبنان وخيارات الحل المتوقعة لازماته إضافة الى مستجدات المنطقة، يتحدث حولها الأمين العام ل “حزب الله” سماحة السيد حسن نصر الله في اطلالته عند الثامنة والنصف من مساء يوم غد الاثنين، عبر شاشة المنار.