أبو حسين مرجي لم يفته أذان، فبحي على الصلاة، كان راعيا للمسجد في بلدته المجاهدة بليدا، وبحي على الجهاد، كان ربا لاسرة مجاهدة، ولعشقه مسقط رأسه، اختار مكانا قريبا بعد أن ترك بليدا الى بلدة خربة سلم حيث كان الرحيل الجماعي، الاب جعفر والام أحلام فقيه وابناهما علي وحسين عائلة شهيدة. عرجت الارواح الى بارئها على طريق القدس ، وعلى طريق العودة غدا تستعد بليدا لاستقبال الاجساد الطاهرة في جوار فلسطين المحتلة حيث اشتعلت اليوم مواقع الاحتلال بصواريخ ومسيرات المقاومة الاسلامية.
يوم مقاوم استثنائي ، بدأ بدك مستعمرة ميرون بعشرات الصورايخ ، ودخلت المسيرات الانقضاضية في المعركة مجددا وساندها البركان لتسمع اصداؤها في شمال الاراضي المحتلة حيث المستوطنون من وضعية الاختباء الى المغادرة ، وربما الى الابد. فالكثير من المستوطنين باعوا منازلهم ، واستوطنوا في أماكن اخرى اكثر امنا بحسب ما يقول مسؤولو المستوطنات الذين يفقدون صبرهم امام الحكومة الكاذبة التي دونت وعودها على لوح من ثلج بحسب هؤلاء ، فيما يدون الرئيس الاميركي عبارات الحزن والاسى على الفلسطينيين على رمال قطاع غزة التي سرعان ما تمحوها جنازير دبابات وآليات الاحتلال.
ففي نوبة نفاق جديدة ، يقول جو بايدن: لا يمكن للإسرائيليين أن يقتلوا ثلاثين ألف فلسطيني إضافي نتيجة لملاحقة مقاتلي حماس ، ثم يعود للتذكير بالثابتة الاميركية ، لن أتخلى عن إسرائيل قط.
أما الثابتة الغزاوية فهي: لن نتخلى عن المقاومة قط، فبعد ستة وخمسين يوما على العدوان، المقاومة الفلسطينية قادرة على اسقاط قنابل على جنود الاحتلال شمال القطاع عبر مسيرات كما أظهرت المشاهد التي وزعتها القسام على اعتاب شهر الجهاد شهر رمضان المبارك.
وعلى اعتاب الشهر الفضيل، دعا الرئيس نبيه بري الى التماس هلال هذا الشهر على الأرض قبل التماسه في السماء، من خلال عيون أهل القرى الحدودية مع فلسطين صمودا وبذلا وتضحية حتى الشهادة ، ومن خلال عيون الأطفال والنساء والشيوخ فوق رمال قطاع غزة بحسب الرئيس بري.
وفي الختام، ولئن تعذرت رؤية الهلال الليلة، فان أكثر من مئتي بدر ينيرون سماء كل لبنان، شهداء ابرارا على طريق القدس.