انها الحرب الحتمية على الجبهة الاخطر للمنظومة الصهيونية.. لن تنفع فيها كل الترسانة العسكرية ولا غزارة التصريحات، ولن تحميها منها كل منظومات الدعم العابر للقارات..
انها الجبهة الداخلية في الكيان العبري، المفخخة بالف لغم ولغم، صحيح انها الغام من صنع احقادهم، الا ان صواعقها مرتبطة بميادين القتال حيث الاخفاقات التي اتت على خيارات جيشهم وكشفت سياسييهم للعراء..
وبعد طول تستر وكذب ونفاق باح الجيش بما لم يستطع عليه صمتا، معلنا العجز عن تحقيق الاوهام السياسية لقادة يبحثون عن مصالحهم الشخصية. فلم ينته سجال رئاسة الاركان ورئاسة الوزراء حول فشل القضاء على حماس، وهو مفتوح على المزيد من الحلقات في ظل تراكم الاخفاقات من غزة التي ابتلعت كل خططهم الحربية، الى الضفة التي تعد خطرا استراتيجيا عليهم، فالشمال الذي يطوقهم باصعب السيناريوهات..
وكلما حاولوا رفعا لمعنويات جنودهم ومستوطنيهم احبطهم خبراؤهم وجنرالاتهم ومفكروهم، الذين يخالفون كل عنتريات المنابر وتهديدات الحرب المفتوحة في الشمال، التي وصفها الجنرال الشهير اسحاق بريك بالانتحار الجماعي.
فتل ابيب وجيشها اعجز من خوض هذه الحرب كما قال العارف بحال الجيش والحكومة اسحاق بريك، والعاجز عن اتمام حرب على جبهة غزة كيف له ان يخوض حربا على جبهات ست؟ سأل بريك. فاي حرب مع لبنان هي حرب اقليمية شاملة برأيه، ولن تقوى عليها ترسانتهم العسكرية ولا عديد جيشهم المنهك.
اما الدخول في التفاصيل فكان لجنرالات الميدان الذين اسروا لصحيفة هآرتس بعجزهم امام مسيرات حزب الله وما ظهر منها الى الآن، فكيف بما يتركه المقاومون لهم من مفاجآت.
وليس مفاجئا ان ترتفع اصوات الجبهة الداخلية المعنية بحياة المستوطنين اليومية محذرة مما ينتظرهم من كوارث حقيقية ليس اقلها الكهرباء، فمدير شركة نوغا التي تدير هذا القطاع في الكيان العبري شاؤول غولدشتاين كان واضحا مع المجتمع الصهيوني من ان حزب الله قادر على تعطيل منظومة الكهرباء الاسرائيلية متى اراد، ولن يتمكنوا بعدها من العيش في كيانهم لما للكهرباء من ارتباط بحياتهم اليومية كما قال…