عامرة فوق كل الدمار، كسهلها الممنوع عن كل محتل او مختل ظن انها سهلة المنال.. هي بشرى الصبر، واول الارض التي ازهرت تربتها المجبولة بالدم تحريرا من الاسر، بعد ان اثقلت كاهل سجانها بالضريبة التي دفعها عديدا وعتادا وهيبة نزفت حتى القتل.
هي الخيام التي أبت أن تظلل المحتل ولو بفيء من لهيب المقاومين، بقيت على ايام من الانتظار تدفع الدم والدموع حتى دخلها الجيش اللبناني مكللة بدماء اهلها من مقاومين ومدنيين، معلنا خلوها من دنس المحتل الصهيوني… فبدت حاراتها خالية من جنود العدو وآلياته، مؤكدة برمزيتها حقيقة بدء تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار وان كانت نيران المحتل ما زالت تستعر بين الحين والآخر بالعدوانية الصهيونية كما حصل اليوم على منطقة تبنا وبلدة الشعيتية وغيرهما في الجنوب اللبناني.
وفي الجنوب السوري نار صهيونية امتدت احتلالا من القنيطرة الى ريف درعا، وحبل القرى على الجرار الصهيوني غير المعروف الحدود الى الآن، مع غارات على حمص وحماة سمعت اصواتها في الساحات السورية التي امتلأت احتفالات بتغيير النظام.
فيما الناظمون للمشهد السوري الجديد يكثفون الحراك والمشاورات، ويسابقون الوقت الذي بدأ يتكشف عن دم سوري يسيل بعناوين الثأر والانتقام في بلد يعوم على مزيج طائفي ومذهبي واثني وعرقي حساس.
وفيما الطائرات الصهيونية كانت تنزل حممها على عموم الاراضي السورية مستهدفة ترسانة الجيش الاستراتيجية، التي لا تستخدم بالخلافات السورية الداخلية، كانت الطائرات السياسية تنزل وفودا تركية وقطرية على الاراضي السورية ومقراتها الرسمية، اما الطائرات الدبلوماسية الاميركية فجابت المنطقة على نية الاحداث السورية، وسط حديث اميركي عن حاجة دمشق لحكومة غير طائفية لا تستبعد احدا كما ترى واشنطن – بحسب زعم وزير خارجيتها انتوني بلينكن.
في لبنان لم يخرج المشهد عن الترتيبات السياسية والامنية لتثبيت وقف اطلاق النار، وان ضجت قلوب وعقول الحاقدين والموتورين بما يتمنون من خلافات او تباينات بين الجيش والمقاومة، اكدت مصادر المنار ان اللقاء الذي جمع رئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا مع قائد الجيش العماد جوزيف عون كان ممتازا، واكد على استمرار العلاقة بين الجيش والمقاومة في مسارها الصحيح لما فيه مصلحة الوطن، مع البقاء على اعلى درجات التنسيق من اجل تحقيق ما يتعلق بهما لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701.