عندَ ليلِ يافا الطويلِ ما زالَ الصهاينةُ غارقين، وصوتُ المسيرةِ اليمنية التي اصابت قلبَ المنظومةِ الصهيونية صمَ آذانَ المستوطنين عن كل عنترياتِ قادتِهم وتبريراتِ جيشِهم التائهِ بين الخيارات التي احلاها مُرٌ..
ولن يخففَ من مرارتِها عدوانٌ استهدفَ ميناءَ الحديدة، نفذتهُ طائراتٌ حربيةٌ صهيونيةٌ على حاوياتٍ نفطية..
عدوانٌ لن يَقدِرَ على احتواءِ تداعياتِ مُسيّرةِ يافا التي اصابت تل ابيب، بل سيفتحُ بالمقابل حساباً جديداً لليمنيين الاشداءِ مع الصهاينةِ المحتلين، فالبلدُ الذي كان ينتصرُ لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطيني، أضيف الى واجباتِه اليومَ القصاصُ على العدوانِ الصهيوني الذي اوقعَ شهداءَ وجرحى..
عدوانُ الحديدة ما زالَ عاجزاً عن تغييرِ الخلاصةِ التي وصلَ اليها كبارُ خبرائِهم وجنرالاتِهم من انَ استهدافَ تل ابيب بالمسيرةِ اليمنيةِ جزءٌ من اخفاقِ السابعِ من اكتوبر، وافقدَهم الردعَ الجوي.
وبدلَ استعادةِ شيءٍ من الردعِ سيزيدُ عدوانُ الحديدة من تعقيدِ المشهدِ على الحكومةِ والجيشِ العبريينِ المُربكينِ المُطَالَبَيْنِ من اغلبيةِ ثلثي المستوطنين بالموافقةِ على صفقةِ تبادلِ الاسرى مع حماس، ووقفِ الحربِ افساحاً في المجالِ لاعادةِ ترميمِ القدراتِ العسكرية والمنظومةِ السياسيةِ في ظلِ التحدياتِ الصعبةِ التي تعصفُ بكيانهم..
تحديات ٌتتعاظم ُكل َيوم ٍعلى شتى الجبهات، يزيد ُمنها صدق ُالوعد لدى المقاومين، الذي تجلى اليوم َبعصف ٍصاروخي ٍجديد ٍأَلَمَّ بشمالِهم المحترق، حيث أدخل َمجاهدو المقاومة الإسلامية الى جدول ِالنيرانِ مستعمرة َدَفنا للمرة ِالأولى ردا ًعلى اعتداءات ِالصهاينة التي طالت مدنيين في برج الملوك. ولن تحميَهم كل ُبروجِهم وتحصيناتِهم من القِصاص ِالذي رسمتهُ معادلات ُالمقاومة ِالجديدة..
ومن جديد ٍكانت صواريخ ُالقسام ِتدك ُمن لبنانَ مواقع َالعدوِ في مستعمرة ِشوميرا في الجليل الغربي، فيما كانت وِحداتُهم على ِارض غزةَ تواصل ُاستهداف َدبابات ِالاحتلال ِمحققة ًاصابات ٍمؤكدة..
اصابات ٌيتكتم ُعنها الاعلام ُالعبري ُكما جيشِهم المطحونةِ عظامُه في قطاع ِغزة بحسَبِ ِالجنرال الشهير اسحاق بريك، الذي اختصر َالمشهدَ قائلاً: جيش ٌيكذِب ُلا يمكنُه الانتصار..