بما تمليه المعادلات وبما يمنع العدو من الغائها والقفز فوقها تأتي العمليات النوعية للمقاومة الاسلامية ضد مواقع الاحتلال وتجمعاته..
ومن موقع شوميرا وسواتره التي لم تستر قوة مؤللة للعدو من نيران المقاومة تصاعد الدخان الاسود الكثيف منبئا بمصير اسود للكيان في حال امعن بتجاوز الخطوط الحمر وفي حال لم يرتدع عن ممارسة الاعتداءات على القرى والبلدات وقتل وجرح المزيد من المدنيين الآمنين كما فعل اليوم في بلدة حولا الحدودية…
واليوم كان منذ ساعاته الاولى غنيا بالضربات الدقيقة والقاتلة التي تفهم العدو ان كل حركاته تحت عين المقاومين ، ليلا ونهارا، وان كل غاراته وعداونيته لن تزيح قدم مقاوم عن الثغور ولن تفك قبضة عن زنادها ، ولا عينا عن مرصدها ، وليعلم العدو – كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد – ان المقاومة لا تريد الحرب، ولكنها اعدت العدة لكل احتمال وانها لم تفتح بعد مخازنها للحرب المفتوحة..
في غزة، يفتح العدو ابواب توحشه على وسعها ضد الشعب الفلسطيني المظلوم ، بالمجازر المستمرة منذ مئة وواحد وخمسين يوما وبحرب التجويع الجائرة التي تمس بحياة ثمانين بالمئة من سكان القطاع وفق منظمة الفاو..
هذا الاسلوب الذي يؤكد الوحشية المتأصلة في كيان العدو منذ تأسيسه ترعاه الادارة الاميركية التي لا تهتم لمصير اهالي قطاع غزة اكثر من مصير قادتها في الانتخابات المقبلة ، وهي لذلك ترسل الوفود الجوالة من عاصمة الى اخرى، وترمي المساعدات جوا فوق غزة لالتقاط المشاهد وبثها في فضاءات الاميركيين وتلميع صورة جو بايدن الملطخة بدماء الغزيين..
ومهما حاول بايدن وادارته استدراك سمعتهم الهابطة بفعل دعم العدوان على غزة لا تتبدل الحقائق التي تقول ان الدعم الاميركي اللامنتاهي للعدو قتل اكثر من ثلاثين الف مدني فلسطيني وجعل اكثر من ثلثي القطاع غير صالح للسكن والحياة، في مقابل استبسال فلسطيني غير مسبوق في التاريخ سواء في الميادين العسكرية او ساحات النزوح حيث تسمع اصوات البطون الجائعة، ولكن لا يسمع صوت واحد يتخلى عن المقاومة والصمود ومشروع التحرير والانتصار.