بعد ان اجبرت بنيامين نتنياهو على الفرار من قيساريا الشهر الماضي، اجبرته مجددا بالامس على الفرار من المطلة، وستجبره قريبا على الفرار من اوهامه بالنصر التي تقوده في حرب الجنون على اللبنانيين والفلسطينيين.
انها مسيرات المقاومة العابرة من لبنان، المدججة ببأس المقاومين، المحملة بالمتفجرات وبعميق دعاء وآمال اهلهم بالنصر على العدوان والاجرام الصهيوني الاميركي.
غطت مسيرات حزب الله كل مسار الحرب بحسب الاعلام العبري وخبرائهم العسكريين والسياسيين، الذين يتعاطون معها كورقة قادرة على قلب الحسابات، خلطت اوراق بنيامين نتنياهو واصابته بما سموها فوبيا المسيرات.
اما ورقة الميدان فليست بأشفى حالا على جيشهم، مع حساباتهم المعقدة التي كلما وضعوها على جداولهم العسكرية ضربها المقاومون فاحبطوا نتائجها، وقتلوا ضباطهم وجنودهم ودمروا آلياتهم . وبعد نحو اربعين يوما، لم تفلح نخب الويتهم وفرقهم العسكرية في تثبيت اي تقدم لهم على الاراضي اللبنانية، كما تثبت الاخبار التي لم يستطع ان ينفيها جيشهم، على ان الثابت الوحيد بسجلهم هو التدمير العبثي والاجرام اللامتناهي الذي يرتكبونه بالسلاح الاميركي كل يوم ويرتقي من خلاله الاطفال والنساء والشيوخ شهداء على امتداد مساحة لبنان وغزة.
وعلى امتداد زمن الحرب، يبقى سؤال الصهاينة الى اين؟ فلا عادوا الى مستوطناتهم كما وعدهم نتنياهو، ولا استعادوا امنهم ولا اسراهم.
بل اكثر من الكذب والتلفيق، وتزييف الحقائق عبر مستشاريه كما اثبتت التحقيقات التي تدور حول فضيحة مدوية عن تسريب وتحريف ما يفترض أنه اسرار الدولة، لتضليل الرأي العام الصهيوني وجعله يغطي حرب الابادة التي يشنها على غزة ووسعها الى لبنان، ضمانا لبقائه على رأس السلطة بعيدا عن اي محاسبة او مساءلة.
الى الحسابات التي يبنيها البعض في منطقتنا على نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، والاسئلة عن الفائز فيها عشية فتح صناديقها غدا، فلن تغير في حالنا شيئا، فكل صناديقهم ملأى بالسلاح المقدم لتل ابيب، وكل محافلهم السياسية طوع خيارات حروبها الهمجية.. وايا كان الفائز فيها، فليس لنا سوى انتظار ميداننا ورجال مقاومتنا الذين بهم نفوز باوراق نصرنا.