لم يكن استهداف قاعدة ميرون في شمال فلسطين المحتلة حدثا بمواصفاته العسكرية والامنية فقط ، بل هو تحذير رفيع ، ورسالة قوة وجهوزية واستعداد ، على العدو التعامل معها بكامل ابعادها…
هذه العملية التي لا يزال الاحتلال يبحث عن كيفية اخراج تداعياتها الى جمهوره المتخبط في الشمال وفي غزة ، جعلها حزب الله بخبرته العسكرية وحكمته السياسية مقدمة للرسائل التي وردت اليوم على لسان مسؤوليه:
اولا : المقاومة جاهزة للرد بحرب شاملة باقصى ما تملك وتستطيع اذا اراد العدو حربا شاملة…
ثانيا : لا مواقع محيدة في كيان الاحتلال، ولا مواقع مخفية عن صواريخ المقاومة اذا قرر العدو توسعة الجبهة..
وثالثا : المقاومة ليست بصدد تقديم جوائز ترضية، ولا البحث في اي امر من الامور التي تطرحها الوفود السياسية والدبلوماسية الا بعد وقف العدوان على غزة.
وعليه، هكذا ستكون معالم المواجهة حين يحاول العدو كسر مزيد من القواعد، والذهاب باعتداءاته الى ما يوجب الرد الحتمي بما يتطلبه الردع وحماية السيادة.. وترجمة لهذا الامر كانت اليوم صواريخ المقاومة تحصد دبابة ميركافا بمن فيها في موقع رويسة العاصي، وايقاع تجمعات العدو بين قتيل وجريح في المالكية وثكنتي زرعيت وشوميرا.
كل هذا الزخم وفاء لصمود الجنوبيين وحماية لكل اللبنانيين ، واستمرارا بدعم ومساندة غزة التي قدمت الصحافة فيها مزيدا من الشهداء على مذبح كشف حقيقة العدوان ووحشيته الى جانب اثنين وعشرين الفا وثمانمئة شهيد قضوا منذ بداية المجزرة الصهيونية.
ولان العدو تاريخيا لا يفهم الا لغة المقاومة، ولان المقاومة في غزة اثبتت جدارة الصمود والانتصار ، تبقى لغتها في الميدان متفوقة لتكون النتيجة اعلان العدو مقتل مزيد من الضباط والجنود والذهاب عميقا في مرحلة التخبط الميداني والاخفاق السياسي.