اسرع مما ظن الصهاينة وجيشهم وقبل ان يرتد اليهم وعيهم بعد خطاب الامين العام لحزب الله بالامس، جاء الرد الاولي للمقاومة على اغتيال القيادي الشيخ صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت باستهداف قاعدة ميرون الصهيونية في الشمال المحتل التي تتحكم بالسيطرة الجوية والتجسسية في لبنان وسوريا وقبرص وغيرها من بلدان المنطقة .
صحيح ان الرد اولي وله ما يكمله ولكنه هدف استثنائي على مستوى الاهمية واستهداف متقدم جدا على مستوى الجبهة الجنوبية المتميزة منذ ثلاثة اشهر بعملياتها الدقيقة والمتفاعلة بسرعة ومرونة مع محاولات العدو خرق الخطوط الحمر وممارسة التعديات على السيادة اللبنانية..
بهذه الطريقة تقول المقاومة كلمتها في الميدان وتؤكد جدوى عملياتها باسلوب تسجيل النقاط النوعية في مقابل عدوانية الاحتلال . اما على الجهة المقابلة فتكفي الاشارة الى ان التكتم الصهيوني الشديد على الخسائر في هذه العملية انكسر سريعا مع تسرب اخبار في بعض الاعلام الصهيوني عن رصد سيارات الاسعاف تنقل الاصابات الى مستشفيات صفد المحتلة واصابة المستوطنين في المنطقة المحيطة بالخوف الشديد.. اما عودة الهاربين من مستوطنات الشمال فباتت عودتهم اليها اكثر استبعادا وفق ما اكدت تلفزة الاحتلال ومنصاته لتكون اقامتهم حيث هم سببا لمزيد من الاعباء عليهم وعلى ادارتهم الفاقدة للخيارات..
ومع اشتداد الانقسام داخل الفريق الصهيوني الحكومي والامني وتبادل الاتهامات بشراسة حول اخفاقات الحرب تأتي جولات الدبلوماسية الغربية في المنطقة لانزال العدو عن شجرة عدوانه ، وفي الاطار بدأ وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن زيارة الى المنطقة بحثا عن رافعة لخطة ما بعد الحرب الصهيونية، وكذلك تأتي زيارة منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الى بيروت بغرض تطويق التصعيد كما قال وكانه لم يسبق ان سمع الموقف اللبناني الواضح والداعي الى وقف العدوان على غزة قبل اي كلام وحديث في اي ترتيبات.