اقتربت غزة من ختم جرحها بالحبر الأحمر في صفقة من آلام أربعمئة وسبعة وستين يوما كانت مواسم إبادة ومحو خرائط انسانية وجغرافية اكتملت بنود الصفقة حماس سلمت الوسطاء موافقتها نتنياهو بدأ مشاورات مع فريق التفاوض حكومته ستصوت غدا على الاتفاق بايدن على الخط الساخن متابعا ترامب محتفلا .. واعلان الصفقة يتم الآن في عاصمة التفاوض.
الدوحة فرحة بدأت في غزة واحتفالات ولو على ركام الشوارع مع بدء ترتيبات فتح معبر رفح غدا فيما تم تجهيز االرهائن للتبادل. وبتبادل حكومي لبناني تنهي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مرحلة تصريف الاعمال تدريجيا ويبدأ عصر نواف سلام واستشارته للتأليف سبع كتل نيابية أدلت برويتها لشكل حكومة العهد مع غياب بعذر التعطيل لكتلتي الثنائي الشيعي وغاب نواب الكتلتين عن الاستشارات غير الملزمة لكن من دون اعلان مقاطعة الحكومة، مع ترجيح المشاركة من خلال كلام للرئيس نبيه بري عن أن “لبنان بدو يمشي”.
لكن بري “لن يمشي” قبل وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت يوم الجمعة، وهو الموعد الذي سيجتمع فيه رئيس المجلس الى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام لإطلاق المناقصة على دخول الحكومة وسيجري بري تفاوضا على حصة الثنائي في الحكومة بمعدل وزير للمالية مع حقائب أخرى.
فإذا استجاب الرئيس المكلف سيكون التأليف سريعا أما إذا ارتأى الثنائي البقاء خارج السلطة التنفيذية فإنه سيكون قد أهدى نواف سلام خدمة سياسية ثمنية.. وتذهب حينها حكومة العهد الى اختيار وزاري من خارج الأحزاب حكومة تكنوقراط وأكفاء تراعي الطوائف من دون كياناتها الحزبية.
واستنادا الى الدستور الذي ينطق بتوزيع عادل للطوائف لكنه لا يتحدث عن تمثيل للأحزاب فالتذرع بالميثاقية سيصبح أداة تعطيل لحكومة بينت كل محاسنها ونواياها التصحيحية وبإجماع لبناني عارم.. ولن تستطيع كتلتان أن تسدا منافذ الإصلاح الحقيقي والأيادي المفتوحة لوطن مغلق.
فالبلد يتنفس اليوم من رئتين رئاسية وحكومية وليس لأي جهة أن تقيم المتاريس السياسية لاعادة حصاره تحت مسمى “الميثاقية”، ومن يجد ان هذه الحكومة لن تناسب شروطه الحزبية يمكنه الركون في صفوف المعارضة ككل ديمقراطيات العالم، سلطة تحكم .. ومعارضة تراقب.