دراما رمضان كانت اليوم على موعد مع الحلقة الأخيرة من ثلاثية سوزان – غبش – عيتاني المستمرة على مسرح الدولة بعروض متواصلة منذ تشرين الثاني عام ألفين وسبعة عشر، وبخلاف سطوة الباشا وكلام آخر الليل ومن دون الوقوف دقيقة صمت عن روح المحكمة العسكرية وأمن الدولة، جاءت النهايات لتعلن نجاة جميع الأبطال وسط ذهول الجمهور. وبموجب الحكم فإن سوزان الحاج حبيش برئية وتهمتها متفرجة بغرامة مئتي ألف ليرة .. المقرصن أيلي غبش مفبرك وجرى تشغيله امنيا كنظام الطائرات المسيرة ..عقوبته خففت من الأشغال الشاقة إلى سنة حبس انتهت مدتها.
ووفقا لشهادة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس، فإن الممثل المسرحي زياد عيتاني اعترف بجرم لم يرتكبه من دون أن يتعرض لأي ضغط، وجرمانوس شخصيا استمع الى رواية كوليت التي سردها الروائي عيتاني على مسامعه بكل دقة وبجميع التفاصيل، عند الفصل الأخير ” بكوا جميعا ” للخلاصة الحكمية السعيدة.
فيما المشاهدون تأثروا بسير العدالة..وبقوة القانون وانتصار أمن الدولة على الجمهور سوزان لم تفبرك لزياد غبش لم يبتعد عن عيون الدولة المسيرة لتحركاته .. والممثل مثل جرما لم يقترفه وفي الفصل الثاني من المسرحية لعب العميد المنازلة الكبرى مع اللواء، وسدد في مرمى المعلومات وحصل ثأرا بمفعول رجعي مع عماد عثمان الذي تجمعه به خلافات بعمق الآبار الإرتوزاية تحت الأرض. ولأن التصويت يتأثر غالبا بالانقسام السياسي والأمني فقد انفرزت العسكرية إلى معسكرين .. كلعبة ” عسكر وحرامية وعلى توقيت إصدار الحكم تكشف الجديد خزائنها وتطرح سندات الرسائل النصية بين سوزان الحاج وايلي غبش على مدة شهر ونصف الشهر بعنوان ” زلة مقدم ” في وثائقي من أربعين دقيقة نعرض اليوم بعض محتوياته. هي أغرب المحاكمات والنتائج ..التي اضطر فيها رئيس الحكومة سعد الحريري الى أن يقطع غربته في مكة للتعليق قائلا : كان من الافضل لو أن قضاة العسكرية استمروا في اعتكافهم ولم يصدروا هذا الحكم وما لم يقله سعد باح به احمد الذي صوب باتجاه جرمانوس فاتهمه من دون تسمية بأنه يصفي حساباته الشخصية من حساب العدالة.
وبتصفية حسابات عربية خليجية من إيران ترفع مكة الليلة الحج السياسي الى أعلى تجمعاته .. وتلتقي في المدينة المؤمنة الآمنة الحاجبة لأي استهداف لكن القمم الثلاث لن تشغل بالها بفلسطين التي لزمت الى صهر ترامب فيما شغلت إسرائيل بانتخابات الكنيست المبكرة التي سوف تؤجل مفاعيل صفقة القرن حاليا.
وفيما يجمع الخطر الإيراني القادة العرب والأمة الإسلامية .. وينصتون الى قرقعة التهويل الأميركي وتجارة بيع السلاح لأهل الخليج فإن أميركا نفسها التي تؤلب العرب .. تبرم خيوط التفاوض مع الجمهورية الإسلامية في إيران وكأن أميركا تقول للعرب في رسالة شبه مباشرة : إجتمعوا وقرروا وتسلحوا واحموا رؤوسكم واشتروا مناالعتاد وادفعوا ثمن حمايات .. فيما نحن نفاوض ايران واذا ارادت أن نعقد معها اتفاقا فنحن جاهزون على ما أعلنه دونالد ترامب.