IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 23/06/2019

إنتظرناها حربا من ترامب على إيران، فجاءت على محور جنبلاط- الحريري. لكن لا ترامب كان صادقا في حربه، ولا الثنائي “مستقبل”- “اشتراكي” لديه سلاح قتال، ما خلا “قوس ونشاب التويتر”.

في المعطى الأميركي- الإيراني، فإن كل ما هدد به ترامب لم يتعد الضربة الإلكترونية للحاسوب الفارسي، قبل أن يعد الجمهورية الإسلامية “بالمن والسلوى” إذا تخلت عن برنامجها النووي.

وفي المعطيات اللبنانية، فإن مقالا في جريدة “الشرق الأوسط” السعودية كان وقودا استعرت تحته نار العالم الافتراضي، وفيها يتحدث مصدر نيابي “اشتراكي” عن صفقات لإقصاء جنبلاط عن التعيينات. ولأن لكل مقال مقاما سياسيا، فقد أسهم وزير الصناعة وائل أبو فاعور بصناعة الخبر الأول عن الخلاف، معلنا أن العلاقة بين “الاشتراكي” و”المستقبل” ليست على ما يرام. وفي لحظة تخل تحول رئيس الحكومة سعد الحريري إلى قناص على “تويتر”، متوجها إلى “الاشتراكيين” بالقول: “مش عارفين شو بدكن، لما تعرفوا خبروني”، وهو رمى بنكتة الموسم و”قال شو الاشتراكي عم يحكي بالوفا”.

وبعد تسجيل حالات إسهال وسيلان افتراضية من الطرفين، قرر وليد جنبلاط تجميد مفعول رخص التصاريح، طالبا إلى الرفاق والمناصرين عدم الوقوع في فخ الردود العلنية. وتبيانا لحقيقة الخلاف بين “المستقبل” و”الاشتراكي”، وحتى لا يضيع الجمهور في بحر الأسباب، فإن كل المسألة وما فيها تكمن في نزول وليد جنبلاط عن القبان السياسي، فهو فقد دور “البيضة” وتعطل القبان.

وجد زعيم “التقدمي” أن الأمور السياسية تجري من تحت ميزانه. وأن الحريري- باسيل يسويان القرارات من دونه، وبتهميش لدوره، ولم يعد جنبلاط جزءا منها ولم يسعفه الرئيس نبيه بري شريك العمر، الذي حيد نفسه مرحليا، وانهمك بتطويق “حزب الله” دوليا، وأهمل مطالب الرفيق التاريخي.

هذه هي حدود الاشتباك، والتي انتهت بتغريدة وقف إطلاق النار، وبتوصيف شبه دقيق للأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري الذي اكتفى بالقول “بيضة القبان إنفقست”.

وبتفقيس للبيض الإداري، سجلت وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة مي شدياق، سابقة هي الأولى بين الوزارات والإدارات، عندما امتثلت إلى قرارات وقف التكليف والتعيين في الوزارة بعد تاريخ الواحد والعشرين من آب 2017، لتكون شدياق امرأة بثلاثين وزيرا لم يقرروا بعد مصير الزبائنية السياسية التي دخلت إداراتهم كتنفعيات سياسية لزوم الانتخابات. لكن يبقى أن تستكمل شدياق خطوتها بطلب محاسبة الوزيرة السابقة التي خالفت القانون.

وفي سابقة عربية خليجية، نزلت السيوف من أغمادها، واحتكمت المواقف إلى الديبلوماسية والهدوء، بعد أن قرر ترامب التراجع عن ضربة لم تكن في باله من أصلها. وفي تغريدة لافتة أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن التوتر القائم في المنطقة لا يمكن معالجته إلا بالوسائل السياسية. وهذه الوسائل سيبت بها ترامب، بعد ان ينتهي من لعبة “الغولف” في منتجع كمب ديفيد.