من دون أضرار تذكر سواء في الأرواح أو الممتلكات، أتم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل جولته في قرى الجنوب، والتي عبرها من طريق كوثرية السياد ومنزل اللواء عباس ابراهيم، متناولا فطور الصباح بأمن عام وشامل، ومنطلقا بأمان الله وحزبه.
لكن الطريق الساحلية جنوبا، كانت أحداثها تعيد اسم النائب نواف الموسوي ثانية في عام واحد، وهذه المرة كانت معركته بين الحصانة والحضانة. خطف نواف بريق جبران، وجازف بحصانته النيابية للدفاع عن ابنته وعلى طريقته، بعد أن تبلغ تعرضها للخطر على يد طليقها المحصن نفسه بعائلات ومرجعيات.
وقبل منتصف ليل أمس بقليل، سجلت فصيلة الدامور الواقعة، والتي دخل فيها النائب الموسوي مع عدد من مرافقيه ومناصريه إلى باحة المخفر لاصطحاب ابنته، فوقع اطلاق نار اتهم فيه نائب “حزب الله”، لكن الموسوى نفى اقدامه على اطلاق الرصاص قائلا ل”الجديد”: “بدي احمي بنتي يلي عندي ياها قد الدني.. ولتسقط كل الحصانات أمامها”.
أعقب ذلك تعرض الموسوي لتعنيف عبر وسائل التواصل ومجموعات الضغط الافتراضية، لاقدامه على استخدام عراضة عسكرية، لاسيما وأن المعتدي على ابنته قد أصيب بطلقة نارية، لكن الرأي العام سرعان ما تعاطف بعضه مع أب دافع عن ابنته وأولادها الذين حرمت منهم طويلا، بسبب ظلم المحاكم الروحية وقرارتها القاتلة للعاطفة.
وغدير الموسوي اليوم هي امرأة من بين كثيرات يحرمن رؤية أولادهن، ويتم الاعتداء عليهن، وتسحب منهن أرواحهن التي يشكلها أطفال يذهبون فرق زواج وطلاق. وخطأ النائب الموسوي أنه هاجم مخفرا بانتظار التحقيق في واقعة اطلاق النار، وأنه عرض نيابته وسمعة حزب يمثله إلى أقوال سوء، لكنه في الوقت نفسه كان أبا عن جد، اشتاق لحفيديه اللذين منع عنهما شهورا، وبكى ابنته وأولادها ذات جلسة مختصة برفع سن الزواج المبكر، قائلا إن حزبه لا يمانع لكن مسألة البت باأمر هي لدى المرجعية في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى.
على أن المجلس هو الأعلى في فرض العقوبات على المرأة، والتي عليها أن تخضع لأحكام من عمامات بعضها يمارس العمى عن رؤية القهر، ويناصر الرجل ظالما كان أم ظالما، لأن من يحرم الأم من روحها لن يكون مظلوما في أي من الأحوال.
ومن حرقة أم، إلى حريق بيوت الفقراء حيث لم تشرق شمس البياعين في سوق طرابلس اليوم، بعد أن صحوا على كارثة حارقة طالت منطقة جسر أبو علي، وقضت على المحلات التجاريه والبسطات، ما تسبب بتشريد عشرات العوائل. وقد صدر القرار الظني السياسي الذي شكك “بفعل فاعل”.
كل هذا، وجولة باسيل ما تزال بخير ولم يمسها أي مكروه، معلنا تحريم الكلام في استحقاق الرئاسة، قائلا: “نحنا ما عنا ساعات تخلي ولا فيه تولي ومن يتحدث بالرئاسة هم من يخربون على عهد الرئيس ميشال عون.
لا حديث في الرئاسة، ولا جلسات حكومية حتى الساعة لحين انطلاق عجلات الموازنة في مجلس النواب يوم الثلاثاء المقبل.
وعلى نية قيام الساعة الحكومية، يحج رؤوساء الحكومات السابقين إلى المملكة العربية السعودية. وتنسيقا للزيارة عقد في “بيت الوسط” اجتماع ضم الرؤساء فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام مع الرئيس سعد الحريري.
وتزامنت زيارة الرؤساء إلى السعودية، مع تخفيض حدة التوتر في المنطقة بعد نزول بريطانيا عن الشجرة، وطلبها ضمانات من ايران بأن السفينة لن تبحر إلى سوريا. ومن يعرف العقل الايراني، يؤكد أن طهران لن تقدم أي ضمانات. وإذا كان هناك من تفاوض فإن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف سيجريه في مصب النبع، في نيويورك التي وصلها بالأمس.
أما ما تبقى من أزمات ومعضلات، فسيتولى أمرها الرؤساء ميقاتي- سلام- السنيورة في حجهم إلى المملكة.. وسعي مشكور.