Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 09/08/2019

صانعو الأزمة جلسوا على أربعينية قبرشمون ليفكوا الحداد، اجتماع خماسي المحركات انتشر في بعبدا وكل على سلاحه وشروطه، تتوسطهم مبادرة الرئيس نبيه بري، المبنية على التسلم والتسليم، فقد افتتح النهار على اتصالات مكثفة قادت الى القمة الخماسية المسبوقة باجتماع مالي لخلية الأزمة وملوك الخلاف هم أنفسهم صناع السلام.

أتموا لقاء المصارحة والمصارحة، أسفوا على ما حدث في البساتين فتحوا صفحة جديدة، أوكلوا الجريمة إلى القضاء العسكري.

وغدا صباحا جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا “وقوموا تنهني” أربعون نهارا على القبر المفتوح، لم تترك مذمة إلا ونزلت إلى السوق السياسية، وآخرها كان بقلم وليد جنبلاط عندما اتهم رئيس البلاد ومن خلفه بالانتقام. وقد سبقه الوزير وائل ابو فاعور الى تقديم مضبطة اتهام كاملة للقضاء اللبناني، حيث لم يبق فيه ولم يذر فيما كان “المير مكوم هون” يصدر اللاءات العابرة لأي اتفاق، ما لم يتضمن المجلس العدلي.

انتهت كل هذه العراضات “بنكزة” أميركية، وبتحذير دولي من تصنيف مالي سيئ السمعة قادم إلى لبنان، وبزيارة للرئيس الحريري لواشنطن مضمونة الذهاب محفوفة المخاطر في الإياب، فالداخل إليها مولود والخارج ربما يكون مفقود المنصب، لاسيما بعد بروز أسنان “الذئب” الحكومي غير المنفرد، والذي تارة يأخذ شكل فؤاد السنيورة في اجتماع العصف الفكرة، وطورا يأتي على صورة نجيب ميقاتي الضنين على الصلاحيات، أو ما يعادله من مجموعة الحج إلى المملكة وفي التاسع من آب يوم آخر، عاد فيه الحريري رئيسا مطمئن البال الحكومي.

وعقد طرفا النزاع الجبلي لقاء لم يكن خلافه إلا على حرف واحد ميز بين المصارحة والمصالحة، وانطلق الرجلان الى تفاهم قضى بترك قضية قبرشمون الى التحقيق العسكري وفي ضوء نتائجه تتخذ الحكومة القرارات المناسبة، على أن ينعقد مجلس الوزراء في الحادية عشْرة من قبل ظهر السبت في قصر بعبد،ا واللافت أن المجتمعين خرجوا بكامل ارتياحهم، فقال الرئيس نبيه بري إن ما تحقق “إنجاز”، فيما أومأ وليد جنبلاط بعلامة الرضا، ولم تتبين حتى كتابة هذه السطور علائم وجه طلال أرسلان، لكنه حتما وضع شروطه داخل الاجتماع وهو غدا “سيفلي النملة” في التحقيق العسكري، تماما كما تعهد بـ”تفلية البحصة” في مطمر الكوستابرافا.

اربعون يوما من العناد والشروط على كل الجبهات، خسروا البلد وعطلوا صيفه، وهلكوا سماء اللبنانيين بخطابات عقيمة، واحتشدوا على تويتر تغريدة بظهر تغريدة، إلى أن توصلوا الى حل كان يمكنهم إنجازه من اليوم الأول هم فتحوا اليوم صفحة جديدة، لكن صفحات الشهر والايام العشرة كانت مكلفة هم أبدوا ارتياحهم للقاء، تصافحوا تصارحوا وتصالحوا، بعد أن عطلوا وتشيطنوا واهدروا الوقت والاعصاب تسوية، فوق القبور، وكل من طلب ضمانات لم يحصل الا على “ضبانات”، جاء بعضها منحة من السفارة الاميركية.