هو الوعد الحادي والأربعون في قضية الإمام المغيب موسى الصدر، العمل على تحريره وأخويه من معتقلات ليبيا- وليس في مفرداتنا غير تحريرهم- ونتائج التحقيقات والاعترافات تتقاطع حول نقل المغيب من سجن إلى آخر، بهذه الكلمات تناول رئيس حركة “أمل”، مستجدات قضية الإمام المغيب موسى الصدر.
أما كرئيس للمجلس النيابي، فمن على منبر الذكرى، احتار بري من أين يبدأ، فأمل الإمام المغيب كان في ألا يكون الناس في واد، والدولة وأدوارها في واد آخر، ولكن القيمين على الدولة وبري أحد أعمدتها، أقاموا الحد بين الدولة والناس. وخاطب بري الإمام بلسانه مستعيدا مقولته: “لا أريد معكم سوى صيانة هذا الوطن”، فيما الوطن أصبح تكتلات وبوابات ومواطنين يذهبون فرق عملة بين محاسيب هذا الزعيم وذاك.
أما عن الفساد الذي أعلن بري العصيان المدني عليه بحوار اقتصادي، فحدث ولا حرج، ومن أين تبدأ معركة محاربة الفساد، والفاسدون ممسكون بزمام الدولة من عاليها إلى واطيها.
لكن الحق يقال، ففي معرض الموقف السياسي الرسمي المشترك في وجه اعتداءات إسرائيل، فإن بري أطلق موقفا ثابتا بقوله لن نسمح لإسرائيل بترميم صورتها الردعية في الشرق الأوسط على حساب لبنان، وأن لا حرب على إيران، وأن الأمور في اليمن وسوريا لا تميل إلى مصلحتها، لم يبق لها إلا جبهة لبنان لتعديل ميزان القوى. وبين بري أن رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يحتاج إلى نصر معنوي قبل الانتخابات. وختم بالقول: وحدهم المقاومون يملكون سر المعادلة، داعيا حركة “أمل” إلى البقاء على جاهزية واستعداد لإفهام العدو أن أرض لبنان، كل شبر منه، مقاوم.
من ذكرى المغيب إلى سيد الشهداء، حيث يفتتح الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله أولى الليالي العاشورائية، بكلمة عند الثامنة والنصف، تتناول في جزئها الأول آخر التطورات، بحسب بيان العلاقات الإعلامية.
وفي الانتظار، فإن إسرائيل ومنذ خطاب الوعد بالرد، أصيبت بالشلل التام، وانقلب عدوانها عليها. وهي تترقب الضربة، تلقت ضربات ترجيحية، أدت إلى إفراغ حدودها إلى ما وراء الكيلومترات السبعة. أغلقت المجال الجوي للطائرات شمالي الأراضي المحتلة، كثفت تحليقها جوا، وخرقها الأجواء، بغية استدراج رد يكشف قدرات “حزب الله” الدفاعية الجوية، رفعت درجة تأهب قواتها البحرية، تحرشت بمزارع شبعا المحتلة، وأشعلت الحرائق في سنديان المزارع المعمر.
منذ ستة أيام، وسلطة الاحتلال تخضع لحرب نفسية، وتتوارى خلف دشم من خوف، وتكاد تقول “يا رد قصر ساعاتك”، لغاية في نفس نتنياهو، ونياته المبيتة في تسجيل نصر بالدم، مذ ضرب “الحشد الشعبي” في العراق للمرة الأولى منذ ثمانية وثلاثين عاما، وأغار على موقع ل”حزب الله” في سوريا لتغيير قواعد الاشتباك، واعتدى عليه في عقر داره في الضاحية للمرة الأولى منذ ثلاثة عشر عاما، كل ذلك ليقطع الطريق أمام اللقاء الأميركي- الإيراني بوساطة الفرنسي، ويجرجر حليفه الأميركي إلى حرب بالواسطة ليصرفها في صندوق الانتخابات. لكن سيد البيت الأبيض، مغلوب بدوره على انتخاباته الرئاسية، وزمام الأمور متروك للثلاثي نتنياهو، بولتون والسفير الأميركي في تل أبيب الإسرائيلي الهوى والهوية.
منذ ستة أيام، وسلطة الاحتلال ترمي الطعم تلو الآخر للحزب، لا لينفذ ضربته وترتاح، بل لأن نتنياهو يستعجل الرد ليجر الميدان إلى الصناديق، ويشد عصب المنتخبين في المعركة الانتخابية لمصالحه وللالتفاف حوله كقائد. وعلى هذه الفرضية فإن “حزب الله” كلما أخر الرد إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في السابع عشر من الشهر المقبل، يكون قد قضى على نتنياهو بالضربة القاضية.