تمكنت فرق الإطفاء السياسية من إخماد ملفين من أصل ثلاثة، فجمدت العقوبات بحق المفوضية العليا للاجئين، وتراجع مرسوم القناصل ليتقدم من جديد مرسوم التجنيس لأن شوائبه الأمنية والقضائية لم تكن مجرد زوبعة في فنجان.
وفي مطلع كل نهار يجد اللبنانيون أنفسهم أمام مفاجآت وغرائب استعصت على المنجمين وقارئي الكف والطالع “والنازل”، ومن هذه الغرائب التي استحالت عجائب، هو تزوير بمفعول رجعي تظهره بيانات عائلة حصلت على الجنسية عبر مستندات زورت التاريخ وإسم الأم الوالدة واستبدلته بأم شاء القدر لها أن تنجب في عمر شارف السبعين، لا شيء يستعصي على مشيئة الخالق، وكذلك على خلقه من السياسيين اللبنانيين الذين يلاعبون الأقدار ويتحكمون بالأعمار إذا استلزم الأمر.
والتجنيس الاعتباطي اعتلى اليوم صرح الكنيسة بصوت تحذيري للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي نبه المسؤولين بأنهم يخالفون الدستور، وأن الأولوية في التجنيس هي لأولئك الذين يحملون أصولا لبنانية.
ومع إقرار الدولة رسميا بوجود شوائب أمنية وقضائية، وتزامنا تأنيب رأس الكنيسة للسلطة السياسية، فربما آن آوان المبادرة نحو إلغاء مرسوم التجنيس الذي تحول لعنة على واضعيه، لكن معدي المرسوم الرهيب يستعدون لمهمة التجنيس الوزاري الذي سيعقب عيد الفطر على ما تتوقع بعض الأوساط.
وعصرا اجتمع الوزيران غطاس خوري وملحم رياشي لتشاطر الإفطار الوزاري وتوزيع مقاعد “القوات” ضمن الوجبة الحكومية المقبلة، على أن تتراوح الحصة الغذائية بين أربعة وخمسة مقاعد وزارية ل”الجمهورية القوية”. لكن لن يكون هناك أقوى من الجمهورية العراقية التي أحرقت أوراقها الانتخابية عمدا، بحسب ما أعلن رئيس برلمانها سليم الجبوري.
وفيما كان العراق أمام إعادة فرز نتائج الانتخابات يدويا، بات اليوم مدعوا إلى إعادة الانتخابات وقد أتت النيران على مخازن صناديق اقتراع الناخبين في الرصافة أحد أحياء بغداد، وقال محافظ المدينة إن الصناديق احترقت بالكامل.
العراق أحرق محصوله الانتخابي المزعج نسبيا لإيران، ودونالد ترامب أحرق قمة الدول السبع ليؤمن الحاصل الانتخابي في صناديق الكونغرس النصفية في خريف هذا العام. وافتعل ترامب أزمات من فئة “انعدام التهذيب” مع كل من فرنسا وكندا وألمانيا دفعة واحدة، وسحب تأييده للبيان الختامي للقمة، فأدار ظهره لها واصفا رئيس حكومة كندا بالضعيف وغير النزيه، وتعالى على أنجيلا ميركل وأهان ألمانيا، وقال إن برلين تدفع أقل مما يجب للناتو وللإنفاق العسكري، وتردد في مصافحة الرئيس الفرنسي الذي رد بأن التعاون الدولي لا يمكن أن يكون رهنا لنوبات الغضب.
أعطى ترامب ظهره للدول السبع، وأدارها حربا بالتغريدات قبل أن يصل إلى سنغافورة حيث يستعد للقاء من كان يفوقه جنونا: زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.