Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 25/10/2019

في ظلال العلم اللبناني، حصرا، قدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رؤية معدلة عن خطاب السبت الخالي من شبهة التمويل, والحامي للعهود, الذي لم تدخله سفارات ولم تتسلقه جمعيات وبفرق أيام ستة.. تبدلت رؤية السيد نصرالله فقدم إيجابيات أطاحتها السلبيات.. حرص على تسمية الثورة حراكا وأعطاه بعدا تغييريا فرض نفسه على الحكومة وقراراتها وميزانيتها وأحدث ما سماه “كي الوعي” على المسؤولين في السلطة الذين لم يكن أحد ليجرؤ على محاسبتهم منح نصرالله ثقته على ثقة الناس واعترف بمناخه الممتاز ودعا مكوناته إلى الحوار مع رئيس الجمهورية..

وبعد استعراض الإيجابيات بدأت عمليات القصف المركز على الحراك ومموليه وخلفيات بعضه الحزبية. فالنصف الأول من خطاب الأمين العام لحزب الله أهدرت سنداته في النصف الثاني.. بدءا من التخويف بالفراغ المؤدي الى فوضى وانهيار “والعياذ بالله ممكن يكون حدا عم بيحضر لحرب اهلية”، وتحدث عن طلب البعض الى مجلس الأمن إخضاع لبنان للفصل السابع بهدف استخدام الساحات للتصويب على المقاومة وسلاحها وتوصيفها بالإرهاب. وسأل نصرالله:”أما آن الأوان لتكون هناك قيادة لهذا الحراك؟ ولماذا لا يعلنون عن أنفسهم؟” لكنه كشف أن هناك شخصيات وتجمعات بعضهم هم الفاسدون والأشد فسادا ولديهم ملفات في القضاء اللبناني. وسأل: “أتريدون أن تستبدلوا فاشلا بفاشل وفاسدا بفاسد؟” و”بحكي أخوي ” طرح نصرالله أن يكشف هؤلاء عن وجوههم الحقيقية وسأل: “هالمال من وين”.. متحدثا عن ساحات فيها إغداق مال وفرص ممتازة ومتبرعون وإدارة وتنسيق وشعارات لم تعد عفوية.

وبما أن الأمين العام لحزب الله قد وصلت إليه محاضر ضبط عن الممولين والجهات وأعلن أنه يتحدث بناء على معلومات، فلماذا لم يشرك الرأي العام فيها وباسمها الثلاثي، كما كان جريئا في التسميات السياسية في مراحل سابقة؟ ولماذا بقي الممولون والجهات المشتبه فيها في دائرة الغموض عن الناس والإعلام؟ ولو قدمها الأمين العام لتحركنا بأفواج إعلامية للاستقصاء عنها وجرها الى ساحة من ساحات التظاهر ومحاكمتها شعبيا.

لم يكن سهلا على المتظاهرين، الذين امتلأت المدن بصرخاتهم وأوجاعهم، أن يتقبلوا تشكيكا وتخوينا من السيد حسن نصرالله الذي بقي شخصيا بعيدا من كل الشبهات. أما ثقة السيد نصرالله بتنفيذ المقررات الرسمية ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة فتصطدم بقوى الأمر الواقع. فالأموال المنهوبة سوف يستعيدها الناهبون أنفسهم، وحيال محاكمة الفاسدين فالأمر منوط بقانون يحميهم هو المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. وفي الإيجابيات السياسية لخطاب السيد نصرالله أنه فتح بابا للرئيس سعد الحريري للهروب إلى الاستقالة عندما قال إنه “لا يؤيد” الاستقالة، أي إنه لم يستخدم عبارة “لا نقبل” التي حمى فيها العهد ومجلس النواب.

وأبعد من السياسة كان قرار الميدان بدعوة الأمين العام أنصاره الى الانسحاب من ساحات التظاهر بعد توتر في وسط بيروت.