IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 15/11/2019

نظرا إلى فداحة الطرح الجرمي فقد وصل محمد الصفدي مرشحا “عبر المصادر”.. طاف الرجل رئيسا على تسريبات كانت انبعاثاتها تصعد من بيت وسط وتحلق فوق الضاحية لتعود إلى مسقط رأسها في القصر الجمهوري وساكنيه، ولأن السلطة خجلت من طرحها فقد رمت باسم الصفدي في بحر المصادر “المطلعة منها” والعليمة والحاصلة على شهادة الجودة وغيرها من التصنيفات بهدف اختبار الاسم في الشارع الذي سيصرخ رافضا.. وعندئذ يصبح سعد الدين رفيق الحريري رجل الإنقاذ..حلم المرحلة وباني الدولة التنكوقراطية لكن من يرمي باسم الصفدي إنما يلعب بقضية شعب.. بمرارة ناس.. بأصوات التشرينين التي ولدت تشرين الثالث العابر للفصول “ويبدو” ان “الي اختشوا ما ماتوا” وهم أحياء على حبال السلطة يتمرجحون.. ويستخفون بثورة أتمت شهرها الأول وارتقت على ارتفاع ثلاثة شهداء.. لونت المدن بمطالب من صميم القهر.. فنورت صيدا.. وصور تحدت واقعها.. عاشت النبطية واقعة لطمت فيها سياسييها.. وصافح رياض الصلح ساحة الشهداء.. وإذا كانت طرابلس قد منحت لقب عروس الثورة فلم تكن لتتوقع محمد الصفدي عريسا لهالقد أطاحوا الدستور والدولة وصادروا صلاحيات تأليف الحكومات وتركوا الشارع يصرخ وحيدا من دون أن يرتكب مسوؤل واحد مبادرة تعيد إلى لبنان أمنه السياسي والاجتماعي والمصرفي.. لم يدخل فاسد سجنا.. واحتفظ رئيس الجمهورية بالدعوة إلى الاستشارات ولكأنها مكسب رئاسي.. فاوضوا على التأليف وسحبوا عصب الحكومة قبل تشكيلها.. “نطنطة” من تكنوسياسي الى أحزاب فتمثيل وشروط مع “صبة” أسمنت على مقعد جبران باسيل في الحكومة حتى لا يزيح ولا الناس تستريح.. وبعد كل هذا المسار.. أخرجوا اسم الصفدي من كم الساحر.. من قلب يمامة.. من ناصية شاطىء فضت بحارته ليصعد مشروع الزيتونة باي.. يا “أبناء الزيتونة” القديمة والمستحدثة.. إذا كنتم ترمون بالصفدي في البحر الحكومي الميت.. فالضرب بالميت حرام وإن كنتم تقامرون “فالكارت محروق”.. أما الأخيرة وهي الاحتمال الأضعف: أن يكون الطرح جادا وأنكم تنتظرون يوما تتعين فيه الاستشارات.. عندئذ سوف يسأل الشعب “من أين كان لكم هذا”.. فالصفدي ابن مرحلة تقاسمتم فيها الفساد حصصا .. هو وزير المال الذي أجرى تدقيقا في وزارته ولما اطلع على هول الجرائم المالية احتفظ بالملف ونأى بنفسه عن ضربة سياسية موجعة ترديه نائبا سابقا .. هو وزير أشغال المخالفات وقد اعترف ذات تصريح خلف الأبواب المغلقة بأن ” جهاد العرب ” هو وزير الأشغال الفعلي في لبنان .. لست أنا ولا أي وزير آخر وإذا كان لبنان مقبرة الملفات فإن بريطانيا العظمى لا تزال تذكر للصفدي” يمامته” في صفقة الأسلحة الشهيرة التي جرى إبرامها عام خمسة وثمانين والتي سيفصلها الزميل رياض قبيسي هذه الليلة في حلقة ” يوميات ثورة”. فمن سمح لكم بضرب أحلام الناس ؟ أهدى الصفدي أصواته في الانتخابات النيابية للمستقبل .. فتم منحه علاوة وزارية للسيدة حرمه .. لكن الثورة اليوم لن تقدم الهدايا السياسية الى أي من المرجعيات ..سماه جبران أم اقترحه رئيس الجمهورية أو مرره الحريري ليخبروا غيره .. أو صادق حزب الله على الاسم لتقطيع المرحلة .. كل ذلك لم يعد يهم الناس , وسوف تعد مشكلات داخلية بين السياسيين أنفسهم . و” يلي طلع ” الصفدي على المأذنة الحكومية .. عليه إنزاله ..احتراما لمشاعر شعب كان ولا يزال عظيما.