Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 23/11/2019

لبيروت من قلب أهلها سلام لبحر ثورة، للبيوت، هي من روح شعب خرج متفقدا عاصمة سكنت القصيدة، باحثا فيها عن عرقه وخبزه والياسمين.

ومن فردان، معقل المصارف، إلى الحمرا، وطن كل الناس، فساقية الجنزير وعائشة بكار وشوارع بيروت الداخلية، كانت جموع البيارتة تؤكد أنها من أكثر الذين طالتهم نتائج الفساد، بعدما حرمتهم الانتخابات النيابية نتائج عادلة.

وبانضمام أهل بيروت، تحت ظلال العلم الواحد، فإن مدينة صور اختارت اليوم حرق العلمين الأميركي والاسرائيلي، تنديدا بالتدخلات على خطوط تشكيل الحكومة، على أن تصعد هذه الاحتجاجات غدا إلى عوكر، تنديدا بكلام جيفري فليتمان الذي وجه رسالته الثانية إلى اللبنانين.

لكن هذا التدخل يشكل عادة أميركية منذ التكوين، وواشنطن لم تفاجئنا بحرصها المسكون باللعنات، ولا هي غريبة عن أوراشاليم، لا بل ان كل سياستها تقوم على حماية اسرائيل. وبانعدام عناصر المفاجأة، فإن القادة اللبنانين لن يكونوا في عوز إلى حجة عدم التكليف أو إلى التأني في التأليف.

فليتمان يعرقل وهذه وظيفته، كما أقرانه من ساترفليد إلى شينكر فكبيرهم بومبيو. ومهمة كل هؤلاء الدائمة تتمثل بمصلحة تل أبيب أولا. لكن ماذا فعلنا نحن لضرب المخطط، أميركيا كان أم روسيا أو متعدد الجنسيات؟.

فعلى أبواب أربعين الثورة، لا يزال رئيس الجمهورية يتمهل في الدعوة للاستشارات. يتأنى ولا يدع شعبه يتهنى. يخطب في الفراغ، ثم يغيب ليسلم صلاحيات الرئاسة إلى جبران باسيل، والذي بدوره يفصل مواصفات رئيس الحكومة.

رئيس الجمهورية الأول والرئيس الثاني، كلاهما يطالب بتغيير سعد الحريري المستقيل، لكن بموافقة سعد الحريري ومصادقته وثقته. ويستقدمان إلى المهمة وزير الدفاع الياس بو صعب، الذي حصر التعطيل بالحريري، وأعطى صك براءة إلى باسيل “وحماه”.. وحاميه.

فأي اجراء اتخذته هذه الطبقة المتحكمة، سوى التريث المكلف ماليا واقتصاديا؟. الشعب العظيم في الشارع، لكنه ينتظر المجهول السياسي، حيث سلطته لم تقدم له سلطة بديلة بمواصفات نظيفة. ولم يشف غليل تظاهراته بمسوؤل واحد يدخل السجن. لا بل إن الملايين تهرب من أمام ناظريه إلى الخارج، وبعضها يضبط في اللحظات الأخيرة.

ماذا أنتم فاعلون؟. لا شيء صار، لا شيء تحقق، لا خطوة تقدمت، ما خلا صمت السلطة عن قرار قطع بث “الجديد” من قبل أوصياء على شبكة “كايبل” غير مقوننة. فيا أعداء الحرية، عدونا بنيامين نتنياهو سيدخل السجن، وسييتم معه دولا عربية، فيما أنتم تطاردون من خرجوا إلى ثورة شعبية، وتلاحقون مصادر تمويلهم.