Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 30/11/2019

هو السبت الأبيض الذي تعلوه نون النسوة مرة جديدة، وبجارتين ووردة كانت مناطق الأشرفية- التباريس- برج الغزال، تلتقي تظاهرات جاءت من الخندق الغميق، لتصبح الحرب تحت أقدام الأمهات. ورودهن، سلامهن وصرخاتهن، فرشت الدنيا لهن طريقا ستظل سالكة إلى شوارع لبنانية ترفض ترسيمها بالطائفية.. وهي رسالة إلى أولاد الأمهات اللواتي ربين أبناءهن على إزالة الحواجز وأن الجار قبل الدار.

وبعبور آمن في اليوم الخامس والأربعين، كانت الأشرفية تصافح سلام الخندق، وفردان تقود كرامة بيروت إلى رياض الصلح وساحة الشهداء، وتتوقف لإطلالة على محيط “بيت الوسط”، متوجهة إلى المصرف المركزي. وشعارات المتظاهرين حددت أهدافها بالإفراج عن الاستشارات النيابية وتأليف حكومة خبراء.

لكن سبت الناس الوردي، كان يواجه بأشواك سياسية، ويوم آخر من صقيع المبادرات والحلول، ولا يتعامل مع أزمة الشهر ونصف الشهر، إلا على قاعدة تثبيت زعامات. ولا تزال المعادلة قائمة ومحورها: إما جبران مقابل سعد وإما يخرج الاثنان معا. وهذا ما لمسته شخصيات شاركت أمس في اجتماع بعبدا المالي، وقالت مصادرها إن الاجتماع كان في إطار تفعيل العمل الحكومي لمرحلة تصريف الأعمال، وليس ضمن تأليف حكومة جديدة أو لوضع خطة انقاذية وإجراءات طارئة للحل.

وفي توصيف إحدى الشخصيات المشاركة في الاجتماع المالي، فإن ما اتخذ من إجراءات لا يتعدى حبة “بانادول” لمرض مزمن، فالمشكلة كبيرة ولا يمكن حلها بتدابير صغيرة. وفصلت المصادر أن المشكلة اليوم، هي أزمة سيولة، وستصبح غدا أزمة انتاج واستيراد وبطالة. وأن كل ذلك لن يتم حله إلا بحكومة تحمل صفة الصدقية في الداخل والخارج، غير أن هذه الصفات لا تزال مفقودة، ولم تسجل اليوم أي تحركات على المستوى الحكومي، فيما حافظ المهندس سمير الخطيب على صمود ما قبل التكليف، وسط أجواء عن عراقيل قد ترديه مرشحا متقاعدا، إذ ان العقد التي واجهت بهيج طبارة تعترض طريقه.

وما دام مفتي الجمهورية لم يظهر إلى الآن، لمباركة الرجل ومنحه سماحة التكليف، فسيبقى الخطيب سميرا ل”بيت الوسط”، يتأمل فيه الرئيس الحريري ويرى من خلفه المستقبل.

وإذا كان الحريري ينتظر سقوط المرشح تلو الآخر، فإن “حزب الله” أفرج اليوم عن سلسلة مواقف دفعة واحدة، للنواب رعد وفنيش وفضل الله والسيد هاشم صفي الدين. وبمجموع المواقف أن الظرف الآن لا يحتمل التفرد ولا العزل ولا الإنصات الى الإملاءات والشروط الخارجية. فيما ذهب صفي الدين إلى رفض بيع اللبنانيين أوهاما وأحلاما وخيالات، مطالبا الجميع بايجاد مخرج قبل أن نصل إلى حيث لا ينفع الندم.

ويؤكد الحزب بهذه اللاءات، أنه داخل أي معادلة حكومية جديدة، لاسيما باشارة فضل الله عن رفض العزل.