هو اليوم الأول الذي يلوح فيه هلال الحكومة من البعيد قبل انتقال التكليف إلى بعبدا، وإذا سارت الاستشارات السياسية على وتيرة الساعات الأخيرة فإن المرشح سمير الخطيب لم يعد ينقصه سوى إحالة أوراقه إلى المفتي وهذا المساء سيشهد لقاءات يفترض أنها ستضع اللمسات السياسية على التركيبة الوزارية المتضمنة أربعة وعشرين وزيرا ومقادير هذه التشكيلة تكنوسياسية بمكونات مجففة التمثيل حزبيا الخطيب رئيسا والثورة بين مقاعدها كشريك فرض نفسه بقوة الناس، وقد لاحت بوادر أسماء للتوزير يجري تداولها في الاستشارات المغلقة ولأن سعد الحريري خارج هذه الصيغة فإن الوزير جبران باسيل أيضا سيخرج من الباب الوزاري لكنه سيعود من الطاقة ومن علامات تمسكه بوزارة الأجيال القادمة كانت عبارات مؤتمره الصحافي بعد اجتماع التكتل اليوم التي أظهرت إستراجية للتيار الكهربائي وأهمية لدور وزارة الطاقة وبإعلان التنحي المرسوم بدقة أعلن باسيل أن “نجاح الحكومة أهم من وجودنا فيها”، وقال باسيل: “اللبنانيون يطالبوننا بإنقاذ البلد وإذا خيرنا بين وجودنا في الحكومة ونجاحها فنحن نختار النجاح ومستعدون أن نبادل هذا الوجود بأي عامل نجاح لها وذلك ليس هربا من المسؤولية بل لتحملها إلى حد التضحية بالذات سياسيا ولسنا متمسكين بالكراسي بل بمحاربة الفساد”. ويقود هذا التنحي إلى دور جديد سيضطلع به جبران باسيل من خارج مقعده الوزاري منسحبا إلى الصفوف الأمامية في حرب الفساد الصعبة، لكنه سيكون مشاركا عبر التيار .. بإدارة التيار الكهربائي وصندوق الطاقة المفتوح على الغد بحرا وبرا.
والهيلا هيلا هو التي لامست المحرمات سوف يرددها باسيل لخصومه مع تأليف معدل، فهو خارج التركيبة صوريا لكنه داخلها حراريا. لكن ماذا عن الأسماء الأخرى من الأطباق السياسية التي صنفت استفزارية ستة وزراء للاحزاب والتيارات ستدخل الحكومة ” منزوعة السلاح ” كوزراء دولة أو ضيوف شرف، في مقابل ثمانية عشر مقعدا لوزراء اختصاصيين بينهم ثلاثة يمثلون الحراك وبعضهم عرفتهم بيروت كشخصيات مدنية .
وعلى هذه التركيبة تسجل الليلة اجتماعات التوضيب حيث وصل رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط إلى بيت الوسط فيما يرتقب أن يجتمع الرئيس سعد الحريري برئيس اللحظة سمير الخطيب وفي دردشة مع الصحافيين قال الحريري: علمت من الإعلام أنني سألتقي الخليلين ولن أشارك في الحكومة.. أنا داعم لسمير الخطيب ولكن يتبقى بعض التفاصيل للتشاور فيها.