IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 05/12/2019

اجتمع لبنان على عبارة واحدة اليوم: من كان يتأمل في السيولة وصلته السيول، وغرقنا بعدما انتحرنا واحترقنا.وعلى خميس انجرافات التربة ووصول المقالع والكسارات الى الأوتسترادات قضى اللبنانيون للمرة المليون عمرا داخل سياراتهم، وحاصرت المياه مواطنينن وبيوتا وشوارع وأنفاقا وهي المنشآت نفسها التي أنفقت عليها الدولة ستة مليارات دولار وكسور في ثمانية وعشرين عاما بحسب الدولية للمعلومات.

وبموجبه انتقل الحدث من حصار المصارف إلى مجاري الصرف الصحي لكن على الرائحة نفسها، وفي كلتا الأزمتين” إني أغرق” . وبعضهم آثر اليوم خيارا آخر للموت عبر الانتحار الذي مر بتبنين الجنوبية واصطحب رجلا “نزيها” نسيته الحياة وأهلها وهو الذي تكنى بعائلة عون وعاش في مسقط رأس بري لا حياة لمن ” ننادي” ولا نعرف من باع الوطن لكن المؤكد أن الشعب هو من دفع الثمن. وهذا الشعب يضعونه اليوم على حد سيف حكومة جديدة يحرسها ستة مندسين في الوزارة مهمتهم مراقبة عمل وزراء التنكوقراط ورفع تقارير إلى مرجيعاتهم السياسية بهدف حماية مافيا الحكم واستمرارية إنتاجها.

وعلى انجراف التربة السياسية يأتي إثنين الاستشارات بكتل هوائية متقلبة تعصف بالمواقف. فالغيوم لا تزال تسيطر على اسم المهندس سمير الخطيب ومصدرها بيت الوسط والضاحية وبعبدا على حد سواء فالرئيس سعد الحريري لم يطبع قبلة الموت على خد الخطيب هناك ضجيج تأييد خلف الكواليس لكن ليس هناك علامات ظهور رسمية بعد تروح الأفكار وتجيء على عبارتين: الخطيب رئيس الحريري عائد وما بين الاحتمالين يتدخل اللبنانيون في الأفكار الأبعد مدى وقوامها أسئلة عن الدافع الذي ركن إليه الحريري في الموافقة على حكومة تنكو سياسية لغيره وهو الذي رفضها لنفسه ويمتد صخب السؤال إلى متفرعات أكثر قلقا: هل كانت صحوة ضمير للحريري؟ أم تمت تسمية الحكومة بمكوناتها كلها من “الطربوش الى البابوج ” وأرغم الحريري على البصم لها ومنحها صوته وثقة كتلته وإذا ما دخلنا في شيطان التفاصيل فإن ملائكة الأحزاب قد زرعب رهابا في نفس الرئيس المستقيل الذي تخوف من شارع وشارع مقابل لا سيما بعدما جرت في الأزقة عروض الأزياء الحزبية والطائفية الرثة ولم يبق حزب ولا تيار ولا حركة إلا أدخل ” موديلاته ” تختال على خشبة المسرح من المناصرين للتيار إلى أمل فحزب الله ولا نستثني المستقبل نفسه وإن رفعت قياداته الغطاء بات الشارع ندا للشارع وصور الحريري علقت من طرابلس الى حدود عكار فهل كان زعيم المستقبل ليتحمل العراضات ؟

ربما هي قراءة في عقل الحريري وتبعا لها فإن الرجل المستقيل قد تثنيه عن العودة إلى السرايا بضعة تنازلات فإذا جرى توافرها من اليوم الى اثنين الاستشارات فقد ” يعقل ويتوكل ” بحكومة خالية من وزراء حالييين صنفوا في عداد المستفزين وحتى شروق فجر الاستشارات فإن السرعة والإسراع وضمنا التسرع كله مرغوب فيه لأن التدهور : أسرع من الجميع.