IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 12/12/2019

قلب جبران باسيل الطاولة هذه المرة ليجلسها لا للجلوس عليها، فكانت هيلا واسعة من الصنف الإيجابي الذي يصفق لرئيس التيار الوطني الحر.

استخلص باسيل من التجربة سيئاتها ورماها في وجه الرئيس سعد الحريري بتنسيق مع الحلفاءن فهو بعيد زيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري وتنسيق وارتباط مع حزب الله قدم إلى البنانيين شخصية جبران الإنقاذ وضحى بالذات الباسيلية حيث لا مشاركة ولا مطالب ولا ضغط لمنع تأليف الحكومة بل القيام بما سماه ممانعة بناءة للسياسات القائمة ماليا واقتصاديا ونقديا.

وإذ استعرض رئيس التيار مآسي حرب الثمانية والخمسين يوما قال “إن كل يوم يمر تزيد فيه خسارة اللبنانيين، شركات تقفل، الناس تفقر وتفقد أشغالها وليست قادرة على الوصول إلى أموالها”،

وعليه، فإن المخرج هو في حكومة الحل ومسارها واحد هو النجاح لا مراكمة زيادة الفشل، وفي استعراضه لتجربة الحكم قسم باسيل نجاحاتها وإخفاقاتها فأعطى التفاهم الرئاسي علامات تقدير في محاربة الإرهاب وتثبيت الأمن، لكنه رسب في اقتلاع إرهاب الفساد، وقال “نحن ندفع الثمن لأن الناس نظرت الى التفاهم على أنه تسوية صفقات ومصالح بيني وبين الرئيس الحريري وهيدا ظلم”.

وسأل: “لو أنا كنت فعليا شريكا لمنظومة الفساد القائمة من ثلاثين سنة الى اليوم، هل كنت تعرضت للاغتيال السياسي من أركان هذه المنظومة؟”

وتوجه باسيل بنقد لاذع غير مبطن إلى الرئيس الحريري، فاتهمه ضمنا بتضييع ستة وأربعين يوما وبحرق أسماء، قبل أن يتدخل صرح ووطني كبير مثل دار الفتوى لتثبيت المعادلة الميثاقية التي ناضلنا لاستردادها، وأسف لكون الرئيس الحريري يحاول طرح معادلة “انو أنا من موقعي كرئيس كتلة المستقبل و بقوة الميثاقية بترأس الحكومة”.

والاتهام الأكثر تصويبا من باسيل للحريري وبشكل موارب أن رئيس كتلة المستقبل فاسد أبا عن ابن ومع ذلك فهو لن يقبل إلا بوزارء تكنوقراط لكأنه يقول إن كل الأحزاب متهمون بالأزمة وأنا وحدي بريء من تراكم الأزمات على مدة ثلاثين سنة، ” وبيطلع معو أنو هوي الوحيد مش مسؤول عن الانهيار ولا متهم بالفساد والبقية كلن مسؤولين ومتهمين.”

وخلاصة كلام باسيل أنه هذه المرة سينأى بنفسه فاذا أصر الحريري على “أنا أو لا أحد” وأصر “حزب الله” و”أمل” على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، فنحن مع ترك الحرية لمن يريد من الحلفاء، ولا يهمنا أن نشارك في حكومة كهذه لأن مصيرها الفشل حتما.

تيار قوي في المعارضة مراقب محاسب ويهدي مقاعده الوزارية إلى الحراك إن أراد وباب الحل بعد التنحي هو في حكومة فاعلة (ومنتجة وناجحة): تحمي لبنان من خلال المؤسسات الدستورية وبتحفظ المقاومة وضمانتها الكاملة في تركيبتها وبتوازناتها، وبالمجلس النيابي وبرئيس الجمهورية على أن يتفرغ عندئذ جبران باسيل ل”النكد” السياسي البلدي الأصيل، لكن من بوابة المعارضة الكفيلة “بعل القلوب”.