استشعر سعد الحريري خطر الغد فاعتذر اليوم متجنبا النوم على حرير بمعناه الصادر عن معجم هادي حبيش وفي بيان لا يوضح الأسباب الكاملة الموجبة للاعتذار عن التكليف، قال الرئيس المستقيل “إنه سعى جاهدا للوصول إلى تلبية مطالب اللبنانين واللبنانيات بحكومة اختصاصيين، لكن المواقف كانت غير قابلة للتبديل”.
وأعلن الحريري أنه ذاهب للمشاركة في الاستشارات النيابية على أساس عدم تسميته لتأليف الحكومة، مع الإصرار على عدم تأجيل الاستشارات بأي ذريعة كانت، مشيرا الى أنه دعا كتلة المستقبل النيابية الى الاجتماع صباح الخميس لتحديد موقفها من مسألة التسمية.
وما وراء سطور البيان أن الحريري التمس تدبيرا سياسيا باجتهاد دستوري كان سيبعثر في الأصوات الواردة، علما أن الرئيس المستقيل كان سيرتضي بأكثرية هزيلة يجري تعويضها بثقة أكبر في مجلس النواب، وهو ما فعله الثنائي الشيعي في ساعات ما قبل الاعتذار، لكن مساعي حزب الله والرئيس نبيه بري اصطدمت بجداريات سياسية عازلة.. وانتهت إلى شعور تولد لدى الحريري بأن هناك كمينا يجري إعداده صباح الخميس.. وهو كان قد “كره” كل خميس، وبناء عليه قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال “بق البحصة” والانسحاب المبكر لتبدأ فور ذلك راجمات أسماء بالنزول إلى الميدان كان آخرها الرئيس تمام سلام.. وسبقها خالد قباني نواف سلام، بهية الحريري، ريا الحسن، وحسان دياب، وزير التربية الأسبق في حكومة ميقاتي، الذي اختتم وزارته بإصدار بيان بإنجازاته لكن على حساب وزارة التربية، لكن بعض هذه الشخصيات سوف يصطدم بحواجز سياسية على ضفاف رئيس الجمهورية وجبران باسيل وحزب الله، ما قد يدفع باتجاه توسيع الاقتراحات التي قد تشمل النائب عبد الرحيم مراد أو فؤاد مخزومي، وربما شخصيات أخرى وأبعد من الأسماء.
فإن حرب صلاحيات اندلعت هذا المساء بعيد رد الوزير سليم جريصاتي على الرئيس الحريري قائلا: مهلا يا شيخ سعد لا يعود لك أن تقرر في موعد الاستشارات النيابية فهذه الصلاحية محصورة بفخامة الرئيس الذي أكرمك مرتين بتأخيرها، معتبرا إياك كريما فلا تتمرد .. والسلام على من اتبع الهدى وهو كلام يعزز شكوك الحريري في وجود تدبير سياسي دستوري ربما كلف جريصاتي توليفه. ليكون الرئيس المستقيل بذلك قد سقط بضربة ثلاثية الرئيس ووزير الخارجية والقوات اللبنانية التي بررت سيدتها الأولى هذا المساء بأنها كانت وفية.
حسابات سياسية وتصفيات واتهامات عشية الاستشارات من دون أن يلتفت الجميع إلى شعب في الشارع .. إلى بلاد تنتظر المجاعة كما يروج السياسيون أنفسهم .. إلى” شحادة ” لبنانية على أبواب المصارف تبادل اتهامات بمعزل عن مطالب الناس التي تجنبوها ليخبروها ماذا فعل هذا بذاك وكيف نصب هذا كيمنا لذاك.