Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 25/12/2019

“وان واي تيكت” ثانية يقطعها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للرئيس سعد الحريري. التذكرة الأولى كانت ما قبل العهد، والثانية تم قطعها اليوم من صرح بكركي هدية الميلاد. وإذا كان زعيم تيار “المستقبل” قد أعلن بالأمس رفضه المشاركة في أي حكومة تلحظ طيف جبران باسيل، فإن رئيس الجمهورية أخرجه اليوم من كل حكومات ما تبقى من ولاية العهد، فعاصفة الحريري التي هبت من “بيت الوسط” على بعبدا وصهرها، وصلت إلى ميشال عون باردة، فتمسك بهدوء الميلاد وسلام المسيح، لكنه لم يدر خده الأيسر، رافضا “حماقة” الآخرين وتصرفاتهم السيئة.

وفي مقابل دردشة الحريري عالية التوتر بالأمس، كان عون يرسم ملامح الحكومة ومواعيدها، فهو أمل صدورها هدية عيد رأس السنة. وكاد يجزم أن تكوينها يقع في المنطقة المتخصصة وليست تكنو- سياسية. حكومة كل اللبنانيين بمن فيهم “حزب الله”. لم يؤلفها جبران مع أنه زعيم أكبر كتلة نيابية، أما اللون الواحد فيتم فحصه في التأليف لا في التكليف.

وإذا كان الرئيس نبيه بري قد حذر الحريري من اللعب بالنار، فإن رئيس الجمهورية حجم من دائرة لعب زعيم “المستقبل”، ووضعه ضمن ألعاب الصغار والمراهقين، ممن يقطفون ورد المارغريت “وبتجوز ما بتجوز”. وكان واضحا أن عون رمى طلاقا بائنا على الرئيس الذي انتظره مئة يوم، وقرر بالتالي أن يتكلل ويعقد القران على حسان دياب، في انتظار أن تتم المراسم “على سنة الله ورسوله”، بعد مباركة دار الفتوى المحتجزة حاليا من قبل الحريري.

والنعم الروحية خرجت من البطريرك الراعي، قبل المفتي عبد اللطيف دريان، حيث دعا سيد بكركي إلى دعم الرئيس المكلف، والخروج من المناكفات والعداوات واللاإستقرار الاقتصادي.

لكن هذه المناكفات مستمرة، ما دام زعيم تيار “المستقبل” قرر المواجهة، مفتتحا المعركة بدردشات اقتربت من “الهذيان” السياسي، الأخطر فيه هو تهديده باستخدام طائفة عريقة كريمة في شارع واقع على منطقة متوترة. مئة ألف “لم” و”لن” أطل بها زعيم “المستقبل” بالأمس، معترفا في الوقت نفسه بأن الشروط التي رفضت له، يجري توفيرها اليوم لحسان دياب، بهدف إزاحة سعد الحريري، وهذا يؤكد أن الرئيس المكلف يؤلف حاليا حكومة اختصاصيين كما يطلبها الشعب، وخصمها السياسي الأول سيكون رئيس الحكومة السابق، وليس الأميركي ولا الأوروبي أو الإيراني والسعودي، وبعض هذه الأطراف الواردة آنفا، رفعت غطاءها عن سعد الحريري تحت تأثير عاصفة “لولو”، التي أول ما ضربت “بيتا كان وسط”.