اضرب واللجان تصيح .. وتجلس في الفنادق طالبة ضمانات سورية روسية للوصول إلى دوما فقد تأجلت زيارة مفتشي منظمة الحظر في أعقاب جدل قال بموجبه مندوب بريطانيا في اللجنة إن النظام وروسيا عاجزان عن ضمان سلامة الوفد فيما أعلن المبعوث الأميركي لدى منظمة الحظر الكيميائي كينيث وورد أن روسيا ربما أفسدت موقع الهجوم وقال تأخرنا كثيرا في إدانة الحكومة السورية على ممارستها حكم الإرهاب الكيميائي ومحاسبتها دوليا عن تلك الأفعال البشعة لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفى المزاعم بأن موسكو ربما أفسدت موقع الهجوم. وأبعد من النفي السياسي هناك الوقائع العلمية التي يستحيل معها اللعب بمسرح جريمة ذات طابع كيميائي وبهذه السرعة فأثار المواد السامة يمكن تعقبها من التربة والشجر والحجر والألبسة والهواء والمستشفى الذي استقبل المصابين.. والأهم من المصابين أنفسهم فإما أن مندوب أميركا لدى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ليس خبيرا بمجاله وإما أنه حاز شهادة خبير مزورة في أفضل حالاته.. وفي كلا الاحتمالين هناك حكم مسبق يصدره قبل وصول لجان التحقيق إلى موقع الجريمة المفترضة وأول الواصلين اليوم وفد من صحافة وكالة رويترز العالمية البريطانية المقر والمنشأ وقد أجرى الوفد مسحا صحافيا لدوما والمستشفى الميداني الذي استقبل حالات الكيميائي المزعوم يوم السابع من نيسان الحالي وقد نقلت الوكالة عن الطبيب المناوب في ذلك اليوم أنهم عالجوا حالات اختناق من جراء الغبار والردم والدخان والحرائق وتعاملنا معها كعلاج عرضي.. لكن بعض الأشخاص أطلقوا شائعات حول أعراض كيميائية. العينة الصحافية من التربة السياسية تعطي مؤشرا الى ما عدته روسيا “فبركة فيلم” لكن أي نهاية لهذه الدراما حول أزمة لجان التفتيش إلى دوما؟ فالعدوان الثلاثي وقع من دون الاستناد إلى دليل وانزلقت واشنطن ولندن وباريس إلى قرار عن سابق إصرار بلا تحكيم.. وعليه فإن المشتبه فيه الأول في عرقلة وصول المفتشين إلى دوما هم الثلاثي الأميركي البريطاني والفرنسي.. لأن عينات المحققين سوف تضع نهاية للكذبة الغربية فماذا لو أظهرت النتائج أن لا كيميائي ولا من يصابون؟ ماذا سيقولون لناسهم؟ هل تكفي عبارة sorry؟ ام أن أمريكا ومن خلفها بريطانيا وفرنسا تريد تقليم ظافر دول العالم وتقلقينهم درسا على مسمع الأمم بأن ثلاثية الحرب هي الأقوى وأنها فوق القوانين.