Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 23/02/2020

في مواجهة الكورونا، رفع لبنان درجة التأهب إلى مستوى “اليانسون”، وصار للعشبة سوق سوداء وميزان من ذهب عند تجارها وبائعيها. وإذ انتدبت وزارة الصحة اللبنانية مستشفى رفيق الحريري التخصصي بالعزل، لتقديم تقرير يومي عن مستجدات الوباء والحالات الوافدة، فإن التقارير الواردة من مصلحة الطيران المدني، تفيد بأن طائرة على الأقل ستحط غدا على مدرج مطار بيروت آتية من “قم”، على أن تتبعها رحلات أخرى خلال الأسبوع قادمة من إيطاليا ودول أخرى.

حتى اللحظة لم تنقسم خلية الأزمة المنبثقة من الفايروس، وتأخذ قرارا بقطع الجسر الجوي من وإلى البلدان المنكوبة بالكورونا، أسوة بأفغانستان التي أغلقت مجالها الجوي مع إيران، وكذلك فعلت الكويت والعراق وباكستان، وحذت تركيا حذو هذه الدول فأقفلت أحد معابرها البرية مع الجمهورية الإسلامية، حيث أعلنت حال الطوارئ في الجامعات وأقفلت المتاحف في العاصمة وتسع مدن أخرى، وأوقفت الأنشطة الرياضية والفنية، ويتجه المسؤولون إلى إعلان طهران أكبر مركز للحجر الصحي بعد ووهان.

أما لبنان فترك الأمر لميزان الحرارة، ولحبس النفس والأنفاس، ولا داعي إلى الهلع. ففي أحسن الأحوال إجراء الفحوص المخبرية للمشتبه في إصابته، والإفراج عنه ليضع نفسه تحت المراقبة، وفي الانتظار عزز مستشفى الحريري ومطاره إجراءات الوقاية، فاستحدث المستشفى قسما جديدا للعزل، مع الحديث عن احتمال تزايد الحالات. وفي المطار جرى تركيب اثنين وعشرين جهاز تعقيم حديثا على جميع الممرات المتحركة والسلالم الكهربائية.

ولو كان هذا الإجراء الاحترازي فعل فعله في الدول المنكوبة والمشهود لها بالتعامل مع الأزمات، لما كان الكورونا بيننا، لذا فالمطلوب من الحكومة إجراءات تعلو فوق سطح التعقيم، إلى التعميم بعدم استقبال الطائرات الوافدة من أمكنة انتشار الفايروس، فلدى لبنان ما يكفيه من مصائب قومه، على مشارف استحقاقات ينأى بنفسه حتى اللحظة عن البت فيها.

وفي هذا الإطار، قال النائب جورج عدوان ل”الجديد” إن لبنان لن يستطيع الدفع في أي استحقاق، من دون خطة تعيد هيكلة الدين، محملا أداء المصارف ومصرف لبنان مسؤولية ما وصلنا إليه. وفيما تحدث عدوان عن مخالفة قانونية كبيرة في ما خص اليوروبوند، رصد آخر ظهور لوفد صندوق النقد الدولي في عين التينة، حيث استمزج الرأي على نية الأزمة المالية.

وإلى أزمة سندات اليوروبوند، برزت أزمة تصدير الذهب الذي أصبح مصدرا إضافيا لتهريب الأموال إلى الخارج. وبعدما ضاع جنى الأعمار في أسواق الصرف والمصارف، لن يعود الخبز كفاف يومنا، إذ في أحد المرفع، رفع الرغيف عن الموائد بإعلان نقابات المخابز والأفران إضرابا مفتوحا بدءا من إثنين الرماد.