لا يبدو أن منظمة الصحة العالمية بصدد استصدار شهادة حسن سلوك للكورونا ببقائه في منطقة الاحتمال، وهي وإن لم تعلنه حتى اللحظة وباء عالميا. فإن الفيروس ساعة بساعة يضيف دولة تلو أخرى إلى لائحة الدول التي غزاها، حتى باتت شبهة المؤامرة تدور حوله في ظل معلومات عن خضوع الكورونا المستجد لتخصيب بيولوجي متحدر من عائلة السارز والكورونا.
حال الطوارئ التي اتخذتها دول النكبة، لا يزال مفعولها ساريا على الأرض اللبنانية، حيث تحولت المقار اليوم إلى خلايا أزمة، فاستصدرت توصيات في الصحة والتربية وأرسلتها بالبريد العاجل إلى بعبدا، حيث تحول القصر الجمهوري إلى مقر رئيس لإدارة أزمة الكورونا ومتفرعاتها من مبيدات الجراد.
ومن هناك، أعلنت مقررات مجلس الوزراء وقف الرحلات الدينية إلى الأماكن التي تفشى فيها الفيروس، لم تتسبب الحكومة بمرض الكورونا، ومع ذلك، فإن عوارض الحمى ظهرت في مجلس الوزراء، حيث أصيب رئيس الحكومة بارتفاع في حرارة موقفه السياسي باتهامه ما سماه الأوركسترا بالعمل ضد البلد لتشويه صورة الحكومة وإحباطها، وهي تحاول العبور بلبنان من النفق المظلم الذي حفرته هذه الأوركسترا نفسها ونقلت.
وزيرة الإعلام عن دياب قوله في محضر الجلسة، إن هناك جهة أو جهات تمارس الألاعيب وتشويه الحقائق والتزوير وصولا إلى الاستهداف الشخصي وتحرض وتقتل كل أمل بإنقاذ البلد بعد ممارسات استمرت ثلاثين، سنة وعندما لم تعثر هذه الأوركسترا على أي خطأ لهذه الحكومة، بدأت تحرض الخارج وتمنع الدول الشقيقة والصديقة من مساعدة لبنان.
بعث دياب برسالة طمأنة: لا نريد منافسة أحد في الزعامة ولا النيابة، فجاءه الجواب من بيت الوسط الذي اتهم رئيس الحكومة بالانضمام إلى فريق المسوقين لتراكمات السنوات الثلاثين الماضية، ورأت كتلة المستقبل أنه كان حريا برئاسة الحكومة أن تنأى بنفسها عن الحملات المكشوفة، وألا تستنسخ العبارات التي درج على استحضارها أزلام زمن الوصاية وورثتهم في العهد الحالي.
لكن العهد نأى فعلا بنفسه عن صراع البر وأبحر على متن سفينة الحفر تنقيبا عن النفط والغاز التي وصلت إلى الشاطئ اللبناني وستبدأ في غضون ثمان وأربعين ساعة رحلة التنقيب في البلوك رقم أربعة الممتد من الصفرا حتى البترون وفي حين غادر وفد الصندوق الدولي بانطباع “لا رضيان ولا زعلان” عن وضع مالية الدولة فإن صرخة “أبو حسين” وهو يطالب بأمواله كفيلة أن تحفر عميقا في ما تبقى من وجدان الزعماء لإعادة ما نهبوه من أموال إلى بيت المال لكن الزعماء وضعوا “بلوك” على ضمائرهم وما لصرخة بميت إيلام.