Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 21/03/2020

رفع لبنان درجات التأهب، بعد انزلاقه من سلم الاحتواء وتدحرجه إلى مرحلة الانتشار، فتغريدة وزير الصحة الباعثة على تنامي الهلع والمرفقة بسؤال “#لوين_رايحين”، فتحت على تواصل بين رئاستي الجمهورية والحكومة لبدء سريان مرحلة جديدة لم تبلغ حال الطوارئ.

ومما انزلقت إليه أحوال التعبئة العامة من استهتار وعدم التزام في مختلف المناطق، دعا رئيس الحكومة حسان دياب في كلمة طارئة اللبنانيين، إلى فرض حظر تجوال ذاتي، لأن كورونا ينتظر على عتبات المنازل، ولأن الدولة لا تستطيع مواجهة الوباء وحدها. وطلب إلى القوى الأمنية والعسكرية التشدد في تطبيق تدابير صارمة، مع زيادة في الإجراءات لجهة وجوب التزام البقاء في المنازل وعدم الخروج، ومنع التجمعات على اختلافها وملاحقة المخالفين أمام المراجع القضائية. كذلك كلف الأجهزة العسكرية والأمنية إعداد خطة إضافية لمنع خروج المواطنين من المنازل، مع استثناء الضرورة القصوى. وختم دياب كلمته بالقول: إنها مرحلة صعبة جدا وعصيبة جدا، فلنخفف الخسائر علينا.

وإحجام الحكومة عن بلوغ حال الطوارئ، قابلته مواقف سياسية طالبت بأعلى درجات التشدد، واستحلفت الناس بالغوالي البقاء في بيوتهم حفاظا على حياة من يحبون. فيما فتح وليد جنبلاط إشكالية علمية تتصل بالموتى، وأوصى بالدفن في حفرة تحت الأرض، والتأكد بأن الجثة معزولة تماما بعيدا من القرى، فمن التراب وإلى التراب نعود، الروح خالدة والجسد لا شيء.

وما أثاره جنبلاط يتوافق والتأكيدات الطبية من أن فايروس كورونا يظل ينقل العدوى في حالة الوفاة فترة من الزمن، لاسيما إذا ما جرت طقوس الدفن في بيئة رطبة.

أما الأحياء فلهم اليوم أن يأخذوا العبر، وأن ينتقلوا إلى مرحلة الانعزال، بعدما وصل الفايروس إلى الصغير والكبير. وأصغر الحالات طفلة في مستشفى الزهراء. فيما ضرب الفايروس الوزير السابق محمد الصفدي، والذي طمأنت زوجته إلى أنه يتعافى ويتماثل للشفاء.

وقمة الشفاء كانت للصين، الدولة التي أعطت مثالا على التماثل وبدأت بالتعافي، لأنها التزمت إرشادات صارمة، ورفعت سورا عظيما حول مدنها، فأصبحت اليوم بلادا عائدة نحو السلامة. واطلب العلم ولو في الصين، طبقتها الجمهورية القابضة على سكانها الملتزمين منازلهم “بلا نفس” أو خرق أو اعتراض، بخلاف إيطاليا الدولة التي تراخت في صحتها فأصبح “الحق عالطليان”. ولبنان الأقرب إلى المزاج الإيطالي طبق حجرا غير متكامل، فتفلت وعاد إلى الهواء الطلق، وخرق المبادئ العامة لسلامته.

والاستهتار بخطر كورونا، تضاهيه الخفة في التعامل مع العمالة، والتي لاتزال جروحها تضرب من الأرض إلى الفضاء المكان الذي بلغه فاخوري ممرا غير شرعي إلى الولايات المتحدة، وقد قدم “حزب الله” دفوعه الشكلية عبر الأمين العام السيد حسن نصرالله، الرجل الذي يصدقه العدو قبل الصديق. قال نصرالله ما لديه، وأعلن أنه “شخصيا” ليس لديه أي اطلاع على أي صفقة تمت. وهو إذ برأ حركة “أمل”، فإنه لم يذكر “شخصيا” الرئيس نبيه بري ولا دوره على هذا الصعيد. فماذا عن الزوار الاميركيين لقصر الرئاسة الثانية سابقا؟، وأي دور أسند إلى بري في صفقة نفذها رجل العسكرية حسين عبدالله الذي لا يخرج من العباءة السياسية للثنائي الشيعي؟.

وفي لحظة تزامن مع خرق طائرة الهيلكوبتر أجواء بيروت وفوق عين التينة، رصدت باتريوت الرئيس بري تتصدى للكابيتال كونترول، فتصيب وزيره غازي وزني، أما بقية الصواريخ السياسية العابرة للطائرات الأميركية فالتزمت الصمت.