طرابلس عروس ثورتكم لم أدخلتم زناة السياسة إلى شارعها؟ هم الذين امتصوا دماءكم وجيروها حسابات مصرفيةعلى أوجاعكم راكموا ثرواتهم وجعلوا من قهركم أرقاما مضافة في صناديقهم الانتخابية قتلوا فرحكم وكتموا أفواهكم الجائعة صونا لأعراض وعودهم واليوم أقاموا الحد بكم بعدما وصل “الموس” إلى رقابهم و”بالدم انكتب” ردهم على خطة مكافحة الفساد واستعادة المال المنهوب هي ثورة الجياع في طرابلس المتفرعة من ثورة السابع عشر من تشرين وسيناريو حرف البوصلة عن شعار كلن يعني كلن ويسقط حكم الفاسد الذي حمله تشرين وأدمت غزوات المندسين ساحة ثورتها ها هي تتكرر اليوم بنسختها الأصلية الأداة واحدة بهدف أوحد وهو جعل طرابلس ساحة لتصفية الحسابات السياسية وجعلها صندوقة بريد لإيصال الرسائل السياسية واتخاذ فقرائها مطية لزعزعة الأمن والوقوف في مواجهة إخوتهم في الجيش اللبناني نجح لبنان في احتواء الوباء القاتل ليواجه أخطر الأوبئة ويحتدم على أرضه الصراع السياسي والحراك الاجتماعي والاقتصادي يكلله الجوع وانخفاض المستوى المعيشي إلى ما تحت الصفر على مستوى خط الفقر فكانت المصارف هدفا واستدرج الجيش إلى المواجهة في أماكن نفوذ تيار المستقبل أهي الصدفة؟ام أن قرار إسقاط الحكومة بالشارع؟ إذا كانت صدفة فأين الرئيس سعد الحريري مما يجري اين زعيم تيار كان يضرب نفوذه ليطال السما الزرقا.. اين خوفه على عاصمة الشمال خزان الجيش وعلى بيروته مسقط صوته الانتخابي؟ اخر ظهور له بالوجه الشرعي كان في لقاء “الملل” الذي جمعه برؤساء حكومات سابقين خوفا من افعال قد يقدم عليها رئيس حكومة حالي وبكل شفافية ووضوح فإن محتجي الشوارع من أي منطقة نزلوا.. هم فقراء هذا الوطن.. وهم عينة من شعب أضناه سياسيوه وزعماؤه.. تناولوه وجبة انتخابية كل اربع سنوات وتركوه لقمة سائغة في زمن الثورات الميدان اليوم أتى بعد الضغوط السياسية والهجوم بالبيانات من الحريري وجنبلاط وحتى التهديد بالاستقالة كما فعل بري وفرنجية فيما جعجع يجلس على الحياد ليرى من سيسقط اولا ويعيد تموضعه مع الذي يقف خسروا المعركة وسلاح البيانات أتى بنتائج عكسية فانتقلوا إلى الخطة باء قطعوا الطرقات وأمروا بالاعتداءات وكانت البداية من منزل فيصل كرامي فيما بقيت قصور من كانوا جزءا من منظومة الفساد بعيدة من نيران الاحتجاجات ومنذ ليلة أمس لم تترك الاحتجاجات مصرفا أو آلية عسكرية أو ممتلكات عامة الا وأضرمت فيها النيران وتعمدت الاحتجاجات بدماء شهيد من المتظاهرين وبسقوط جرحى من الجيش الجوع وحد اللبنانيين وجعلهم يدا بيد في وجه الوباء الفتاك ليعودوا إلى الساحات ومن أمعائهم الخاوية تسلل أبناء السوء السياسي لاستثمار الأرض وهز الكرسي الحكومي باعتراف مصادرهم التي قالت للنهار بدأت تتوافر صور المقبل من الأيام إذ قال إن هؤلاء هم شبابنا على الأرض وهم يعبرون عن رأيهم بعفوية وتلقائية لكن اذا كان قلبكم على شبابكم فلماذا فرطوا النصاب النيابي في جلسة الاونيسكو وطيرتم على الفقراء مليارا و200 مليون؟ الحكومة تعهدت بمكافحة الفساد والمفسدين وباستعادة المال المنهوب وهم يلعبون آخر أوراقهم لكن هذه الأوراق محروقة سلفا إذ إن إسقاط الحكومة سيجعل منها حكومة تصريف أعمال إلى آخر العهد وأن الاستقرار العام في لبنان وبقاء هذه الحكومة مطلب عربي وغربي وهو ما غرد به المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش من أن هذا ليس الوقت المناسب لتبادل تصفية الحسابات أو الاعتداء على البنوك بل إنها اللحظة التي يتعين فيها توفير الدعم الملموس للأغلبية المتزايدة من اليائسين والفقراء والجوعى من اللبنانيين في جميع أنحاء البلاد وعلى نيران طرابلس ورمادها انعقدت “كتلة الوسط المستقل” برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي لكن أكثر ما لفت التكتل الشمالي هو الكيدية والانقلاب محذرة من قنابل كامنة في القلوب والبطون الجائعة وأعربت عن خشيتها أن يتشظى، وبالعمق، كل الوطن من انفجارها حكوميا كان حسان دياب يسير بقرارات فوق النار وهو قال إنه من الطبيعي أن يخرج الناس إلى الشارع خصوصا بعد المحاولات السياسية لمنع الحكومة من فتح ملفات الفساد وأن ما حصل في بعض المناطق من اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة يؤشر إلى وجود نوايا خبيثة خلف الكواليس وأن اللعب بالنار سيحرق أصابع أولئك الذين يريدون الاستثمار بدماء الناس لمصالحهم تلقى دياب اليوم اتصال دعم من وزير الخارجية الفرنسي لبرنامج الحكومة الإصلاحي، وأبلغه النية لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية فهل من لم يبلغ سن الرشد السياسي أن يعود إلى رشده؟.