IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 11/06/2020

صفعة التعيينات وفق آلية توزيع “الحصص الغذائية” على منتفعين سياسيين ظلت تتقدم
الغلاف الجوي العام ولم يعل عليها سوى ارتفاع الدولار قافزا على خمسة آلاف وواعدا بالتحليق نحو سعر لا يضمنه أحد، فالرقم أصبح عصيا على التوقع ولن تكون أولى تبعاته، إغلاق المحال التجارية في مدينة صيدا التي انتقلت عدواها إلى بيروت بإقفال مماثل في البربير، وفقا لمؤشرات الخبير الأميركي من جامعة جونز هوبنكز الذي استشرف الأزمة وقال للبنانيين: إستعدوا للهبوط الصعب فإن ستيف هانكي يحذر اليوم وعبر الجديد من أن تجربة التضخم المفرط التي عرفتها زيمبابوي قد تتكرر في لبنان،

وإذا كنا سنسير على درب زيمبابوي وسنضيع فرق عملة فإن التعيينات التي أقرتها الحكومة بالأمس لم تعتمدها أي دولة منهارة في العالم ولا حتى في المضارب العشائرية والأدغال، صحيح أن لبنان يشهد في كل العهود أنظمة محاصصة لكن العهد الحالي وحكومة دياب سجلا أسوأ تعيينات اشتملت على تحقير للتشريع وضرب لمزاعم الإصلاح وهي الأسوأ لأنها جاءت على دم الآلية التي لم تنتظر الحكومة صدورها في الجريدة الرسمية، فرئيس مجلس النواب نبيه بري “صدق” على قانون آلية التعيينات ثم صعقها بالمطرقة الرئاسية محطما مضمونها محقرا أصوات من أيدوها من النواب ولم يسر من مفاعيلها سوى شروط الولاء للزعيم من بري إلى جنبلاط والقومي وأرسلان،

هذه هي الآلية الفضلى في التعيين وسط صرخة شعب يقول اليوم: لا أستطيع التنفس تيمنا بالصوت الأخير لجورج فلويد وإذا كان رئيس الحكومة يتغنى اليوم بأنه أنجز تعيينات عجزت عنها حكومات سابقة فإن السابق واللاحق “كما حنا كما حنين” لا يعيب هذا على ذاك وآخرهم الرئيس سعد الحريري نأى بنفسه عن الحكومة متهما “أحدهم” بأنه “قش التعيينات” وعلى طريقة الكتاب الأخضر لمعمر القذافي الذي أكد أن المرأة هي المرأة والرجل هو الرجل.

قال الحريري إن رئاسة الحكومة هي طول عمرها رئاسة الحكومة و”صلاحياتها منصوص عليها في الدستور ولكنه رأى أن هناك نائبة رئيس حكومة تمارس صلاحياتها من السرايا وهذا أمر مرفوض ولن يمر، وإذا أرادوا وضع أحد في السرايا نضع أحدا في قصر بعبدا وعلى هذه الجدلية في الصلاحيات فإن المكان الطبيعي لنائب رئيس سيكون إلى جانب الرئيس لكن الحكومات المتعاقبة كانت تهمش دور نائب رئيس الحكومة وتتعامل معه كمنصب فخري علما أن دوره فاعل في اللجان الوزارية وفي رسم السياسيات الحكومية وبموجب ذلك، فإن عمله يستلزم البقاء على منصة قريبة علما أن أحدا لم يسأل الرئيس سعد الحريري عن الفروع والمكاتب التي شرعت في السرايا سابقا ومن حظي بسياسة عدم التباعد الاجتماعي وفي الدردشة الحريرية كلام للمرة الاولى عن الأخ بهاء الحريري حيث قال إن “بهاء أخي الكبير والبعض كنبيل الحلبي يطمح الى دور في لبنان ويتعطش الى الحكم لكنه لا يؤثر علينا كتيار المستقبل”، أما عن تعليقه على سمير جعجع وإستراتيجية بونجور حكيم فقال الحريري: انا لا أتدخل في مصلحة أحد “بس كمان بدك تجي تعلم الناس انك انت الفهمان غيرك مش فهمان”.