Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 05/07/2020

هياكل بعلبك تحكي الليلة للعالم، أن لبنان بلد ناطق بالحرف الموسيقي. وأن “النوتا” تهزم الوجع وإن لمرة واحدة واستثنائية. فعند التاسعة من هذا المساء ترفع مهرجانات بعلبك التحدي، وتطلق العزف المنفرد من دون الجمهور الذي سوف يجلس جميعه في الصفوف الأمامية عبر الشاشة.

وإذا كانت مدينة الشمس سوف تهزم كورونا لساعات، فإن الوباء المستجد أعلن انتصاره على إحدى أبرز الضحكات المصرية: رجاء الجداوي. تلك الممثلة التي استقرت لسنوات عميدة للأناقة والابتسامة، وأنهت مسيرتها الفنية في رمضان الفائت، حيث التقطت الكورونا بعيد انتهاء مسلسل “لعبة النسيان”.

وبتخطي حاجز الكورونا، فإن لعبة لبنان هي اليوم اقتصادية مالية- معيشية، يتصدرها دولار ورغيف خبز ومؤسسات تجارية تودع السوق، وأخرى تتلاعب بأسعارها بكامل ما أوتيت من جشع، وأمام دعم الدولة لنحو مئتي سلعة غذائية إضافة إلى الدعم المستمر للمواد الأولية من طحين ومازوت ودواء، فإن وزير الاقتصاد راوول نعمة اتخذ القرار الأسهل برفع سعر ربطة الخبز خمسمئة ليرة، بدلا من السعي لضمه إلى المئتي سلعة المدعومة، والتخفيف من أوجاع الطبقات الفقيرة، فمستلزمات ربطة الخبز من سكر وأكياس نايلون وربطة “عنقها”، كلها مكونات كان يمكن لوزارة لاقتصاد طلب شمولها بالسلع المدعومة أو على أبعد تقدير تشجيع الصناعة اللبنانية لإنتاج هذه المكونات، والتي لن يكون تصنيعها أصعب من اختراع جهاز التنفس الصناعي.

لكن ذلك لم يحدث، واختار وزير الاقتصاد اللعب بالنار المعيشية، واستدراج الشارع للتعبير عن نقمته. وحبذا لو أن أحدا زود راوول نعمة بمصير من لعبوا برغيف الناس، ففي مصر وحدها كاد الرغيف يطيح الرئيس أنور السادات عام 1977، عندما أطلق على انتفاضة الخبز مسمى “ثورة الحرامية”، هاربا في طائرة مروحية خارج البلاد.

واليوم فإن الثورة في لبنان، سواء أكانت مفتعلة أو مفعلة، حطبها هو جوع الناس، وإذا أسقطت الحكومة فإنها سوف تسقط العهد معها، لذا فإن التدابير المطلوبة للعلاج ما قبل السقوط، تبدأ من الرغيف ولا تنتهي بالإصلاحات المنشودة محليا ودوليا. وهذه الإصلاحات ببنودها المطروحة على مجلس الوزراء، ستكشف عنها الليلة وزيرة الدفاع نائب رئيس الحكومة زينة عكر في أول إطلالة مطولة لها عبر الشاشة ومن خلال قناة “الجديد”.

وفي انتظار الدفاع الحكومي، فإن معلومات “الجديد” تؤكد طي صفحة أي تغيير أو البحث عن بدائل للرئيس حسان دياب. وتشير إلى أن لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “التيار” جبران باسيل، أقفل على هذا الباب كليا، وأوقف كل الاجتهادات التي طرحت بدائل، مع استبعاد اسم سعد الحريري ضمنا، بشروط أو من غير شروط، “بلبن عصفور” أو “بحليب مصنع”.

أما حركة السفراء في لبنان، فلم تسجل حتى الساعة أي عصير سياسي طبيعي. ويبدو أن وفد السفراء قد ضل طريق بعبدا والسرايا، وجنح باتجاه معراب عن طريق متعرجة، فجربوا الحكيم قبل أن يسألوا المريض. العرب في معراب، لكن مسؤوليتهم كدول صديقة تحتم عليهم طرق الأبواب الرسمية، ومساعدة لبنان ليتعافى، وليس لزيادة التهاباته المعيشية والسياسية. وحتى الآن فإن العراق وحده في الطليعة، مع بدء مساعى جدية لتوقيع اتفاقيات التبادل مع لبنان.. آما الاخرون فمساعيهم لا تتعدى الاتفاقيات على لبنان وليس معه.