الرابعة.. ثابتة، دخلناها غير آمنين. وإذا استمرت الفوضى، فخامسة لبلد لا يملك الحاسة السادسة ولا أيا من الحواس الرديفة التي تلزمه عدم الاختلاط. زمن كورونا تغير وأصبح الهلع سيد المواقف، بعدما دخل الفيروس تاجا على بيوت ومنتجعات ومقار رسمية، مصدقا بشهادة الخارجية. والإصابة الديبلوماسية نقلت عدواها إلى الدائرة النيابية، بإعلان النائب جورج عقيص عن حالته الإيجابية من جراء لقائه المتكرر مدير مكتب وزير الخارجية هادي الهاشم، وقد “استودع” عقيص الأصدقاء والأنسباء مرحليا، معلنا التزامه الحجر الصحي.
وحال التأهب الوبائي، انسحبت على مجلس النواب ككل، حيث أعلنت الأمانة العامة إرجاء جميع جلسات اللجان المقررة الأسبوع المقبل. وكان النائب عقيص آخر زوار عين التينة، موفدا من رئيس حزب “القوات” سمير جعجع.
وربطا بالإجراءات، قرر نقيب المحامين بعد التنسيق والتشاور مع رئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى، تعليق الجلسات في محاكم بيروت، وعدم القيام بأي مراجعات ابتداء من صباح ما بعد غد الاثنين، وذلك بعد تلقي النقابة نبأ إصابة إحدى الزميلات.
ودخلت الإصابات منزل وزيرة الدفاع نائبة رئيس الحكومة زينة عكر، التي كشفت عن إصابة ابنتها بعدوى من أحد الأصدقاء الطلاب. وقالت إن العائلة أجرت فحوصا مخبرية على كورونا وتبين أن النتائج جميعها سلبية، ما خلا ابنتها التي تلتزم حاليا الحجر الصحي طبقا لتعليمات وزارة الصحة.
وبانتشار الوباء، لاسيما الفرع الديبلوماسي منه، سوف يكون على اللبنانين السؤال عن صحة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، الذي غادر لبنان بعد محادثات استمرت يومين وكان من ضمنها وزارة الخارجية. ولودريان الذي غادرنا سائلا لنا الدعاء للشفاء الاقتصادي- المالي، ووضعنا بين أيدي الله، سيكون عليه أن يطلب دعاء شبيها لنفسه، والأهم بالنسبة إلى اللبنانيين، أن تكون نتائج فحوصه سلبية حتى وإن ترك نتائج أكثر من سلبية سياسيا واقتصاديا وماليا.
فالزائر الفرنسي حرص على معدلات نجاح فرانكفونية وعلى تحصين اللغة الفرنسية، أما في بقية الملفات فإن زيارته لم تتخط الارشادات في الإصلاح. حمل لودريان ملايينه من اليورو لدعم المؤسسات التربوية المسيحية الضنينة على اللغة الفرنسية، وبلغ رسالته بأن لبنان على شفير الإنهيار، ما عدا المدارس المسيحية، أنجز زيارة واحدة للمؤسسات الدينية فكانت بكركي حصرا، في وقت الدول الزائرة غالبا ما تقيم هذا التوازن في الجولات فتزور صرحا دينيا يقابله صروح من طوائف أخرى. فأين الحياد في فئوية جان ايف لودريان؟، وماذا لو قررت إيران أن تختار مرجعية شيعية لزيارتها، وأن تدعم مؤسسة تربوية عائدة إلى هذه الطائفة وتقاطع بقية الطوائف؟، أو ماذا لو أرادت السعودية أن تختصر جولة لها على دار الفتوى أو أن ترفد المقاصد فحسب بالدعم التربوي؟. هذا ليس بحياد بل هو انحياز.
وفي سياسة الانحياز السياسية- الدستورية، رأى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن الذين يعترضون اليوم على قرار المجلس الدستوري إبطال القانون المتعلق بتحديد آلية التعيين في الفئة الأولى في الإدارات العامة وفي المراكز العليا في المؤسسات العامة إبطالا كليا، إنما يظهرون قصورا في فهم الدستور اللبناني. ورأى أن الحملات السياسية والإعلامية التي يشنها المعترضون على إبطال القانون المذكور، إنما هي حملات تثار علامات استفهام كثيرة حول أسبابها، والغاية من استمرارها.
وفي كلام رئاسة الجمهورية، بقلم المستشار الناظم سليم جريصاتي، بضع حقيقة لأن الدستوري عندما يصدر قراره بالاجماع، فإنما يكون قد أمثل للإجماع السياسي الذي عين الأعضاء العشرة في مراكزهم. وحكما سوف يصدر القرار بالإجماع لأن أحدا لن يجرؤ على كسر يديه برفعها. فالأعضاء حريصون على تنفيذ الولاء والطاعة، تماما كما جريصاتي حريص على إبداء روح الفلسفة والفقه الدستوري وتوريط رئاسةالجمهورية بفكره المتنور.
وبالأفكار السيادية مصرفيا، فإن الولاءات لم تذهب في الصندوق السيادي إلى مصرف لبنان في المفاوضات الأخيرة. وأفيد بأن الجهات المصرفية اشترطت وضع الصندوق السيادي لدى “المركزي”، لكن الأمر تم رفضه من قبل الرؤساء الثلاثة، وأصر رئيس الحكومة حسان دياب على ابقاء هذا الصندوق ملكا للدولة، على أن يتم الاتفاق لاحقا على توزيع عائداته.