IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 09/08/2020

على بعد ستة أيام من انفجار المرفأ، تمددت نيترات الأمونيوم إلى قلب الحكومة لتشظي وزراءها، وتوقع فيهم إصابات بالغة بين مستقيل وجريح. فعلى ركام مدينة، بدا بنيان الحكومة متصدعا آيلا للسقوط، ويضاهي أي مبنى واقع في منطقة الجميزة حيث الأبنية هناك صارت هياكل.

وقد صحت حكومة حسان دياب على خبر استقالة قوتها الناعمة منال عبد الصمد، التي وجدت أن التغيير بقي بعيد المنال، وأن الواقع لم يطابق الطموح. واستتبعت استقالة وزيرة الإعلام بأنباء عن نيات مماثلة لدى كل من دميانوس قطار وراوول نعمة، لكن شد العصب الحكومي حاول ترميم البازل الوزاري، وضخ أمصالا للبقاء ريثما تتضح صورة العنبر الحكومي. وقال وزير الصناعة عماد حب الله أن لا استقالة، والحكومة صامدة، ومستمرون في العمل.

وإذا كان دياب قد نجح في إنعاش حكومته ليوم واحد، فإن الاستقالات النيابية كانت تكر سبحتها: نعمة فرام، ميشال معوض وآخرون غدا. كل هذه الاستقالات لا ترفع المسؤوليات، وتظل ضمن إطار الموقف ورفض الاستمرار في طمس معالم الجريمة، لكن المراسلات والبرقيات التي تكشف يوما بعد يوم، تؤكد أن السلطة منذ دخول السفينة في عام 2013 إلى تاريخ أول ومضات عصفها يوم الثلاثاء الماضي، كانت تتسلم أوراقا وبلاغات، وهذا يرفع إلى ذاك.

ووفق النائب وائل أبو فاعور فإن رئيس الحكومة حسان دياب كان يعتزم زيارة المرفأ في النصف الأول من الشهر الماضي، للقيام بعراضة الكشف على العنبر رقم 12، والقول إنه طلب نقل هذه المواد، وإن هناك إنجازا كبيرا بالكشف عن كمية كبيرة من المتفجرات، لكن لأسباب تتعلق بانشغالات رئيس الحكومة جرى تأجيل الزيارة وحصل ما حصل.

هذه المعلومات أكدها الزميل رضوان مرتضى الذي كشف ل”الجديد” أن دياب كان على معرفة بتقرير أمن الدولة، وهو خطط فعلا لزيارة المرفأ من أجل الإعلان عن المتفجرات، وألغاها لأسباب مجهولة. وتحدث مرتضى عن حملة تشن على المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات لسحب الملف منه، وتسليمه إلى قاض بميول عونية. كما كشف عن مراسلة إلى الأمن العام في عام 2014 تفيد بوجود مواد خطرة في المرفأ، وهذه المراسلة وصلت إلى الرئاسات الثلاث والوزارات المعنية، كما أن المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا أجرى اتصالا بالرئيس دياب قبل إرسال التقرير إليه، وأبلغه باحتواء المخزن على كمية كبيرة من المواد المتفجرة.

كلهم وصلهم العلم والخبر، لكن وزير الأشغال ما زال صامتا إلى اليوم، ووزيرة العدل تنهمك بردود لا تجيب على المخزون الأساسي، و”تتشكل” ماري كلود نجم للتصويب على النيابة العامة التمييزية. ولليوم السادس لا طرف يشفي قلوب أهالي الشهداء والمفقودين. رئيس يرفع عنه المسؤوليات ولا يعلم، رؤساء سابقون يسطرون بيانات نفي المسؤولية، وزراء يبحثون عن طوق نجاة.

وإذا كان قبطان السفينة السياسية لا صلاحية لديه على مرفأ، فماذا سيقول قبطان السفينة التي أبحرت من اسطنبول إلى بيروت وكانت تتجه إلى جورجيا، بوريس روجكييف سيطل الليلة عبر “الجديد” مع الزميل فراس حاطوم، ليجيب ما إذا كان يعلم إلى أين ستصل وجهة المواد المتفجرة، وما علاقة محمد غازي زعيتر الذي يعمل في مكتب محاماة بارودي. هو التحقيق الموازي بإشراف “الجديد” والزميلين فراس حاطوم ورياض قبيسي، واستكمالا للمسار مع جورج صليبي مباشرة بعد نشرة الأخبار.

ولما كنا بلدا منكوبا وبلا ثقة دولية وعربية بمسؤولينا، فقد أشرف الرئيس الفرنسي اللبناني إيمانويل ماكرون على مؤتمر الدعم العاجل، والذي أفضى إلى حشد موارد مهمة خلال الأيام والأسابيع التالية، كما جاء في البيان الختامي الإلكتروني، وبدت علامات فقدان الثقة بالسلطة اللبنانية من خلال كلام ماكرون من أن المساعدات سوف تصل مباشرة إلى الشعب تحت اشراف الأمم المتحدة.