ترنحت الدولة واستلقت متمددة على بساط تصريف الاعمال. لا شيء فيها يتحرك سوى مؤسسة المديرية العامة للأمن العام من بيروت الى الشام، وتسيير دوريات اسبوعية للنازحين بينها دفعة جديدة صباح غد الاثنين.
وتعمل المديرية على خطين: سياسي وميداني، إذ علمت “الجديد” ان المدير العام اللواء عباس ابراهيم زار عمان والتقى الملك الاردني عبد الله الثاني بناء على طلب ملكي، وذلك للتداول في مسألة اعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين الاردن وسوريا بوصف ابراهيم يتولى التنسيق بين سوريا وروسيا في هذا الملف على ان يتم التنسيق مع سوريا ايضا وعبر زيارة وزير لبناني الى دمشق لا يستبعد ان يكون وزير الخارجية جبران باسيل او ما يعادله من وزراء مقررين. وهذا هو العمل الجدي الوحيد الناجز من بين مؤسسات مندثرة وعاطلة عن العمل متأثرة بتصريف الاعمال.
وفيما التأليف متجمد، فإن نسائم عابرة مرت من صوب الرئيس المكلف الذي يعتزم تدوير الزوايا في صيغة منقحة يطرحها على رئيس الجمهورية. وتقول مصادر “الجديد” إن التدوير سيضع “القوات” في الزوايا وسوف تسند اليهم حقيبة وزارة دولة مع اضافة “شؤون ما” يتم تدبيرها من حواضر البيت الوزاري. لكن الزاوية الدرزية لا تزال معقدة ومسنونة على اصرار اشتراكي بثلاثة مقاعد في وقت عاد النائب وائل ابو فاعور من المملكة العربية السعودية بانطباع يؤكد ان السعودية ستنتظر تشيكل الحكومة ولن يتدخلوا قبل ذلك على الاطلاق، ولدى المملكة مقاربة مختلفة مع الفريق الجديد بعكس المقاربات السابقة التي ادت الى كوارث.
اما المستجد في التدوير، فهو بداية قناعة جدية لدى الرئيس الحريري في منح مقعد وزاري للنواب السنة من خارج “تيار المستقبل”. وقالت مصادر “الجديد” إن الحريري يفضل توزير النائب فيصل كرامي، كل هذه المعلومات تبقى آيلة للسقوط عند اول نقاش.
وقد علقت مصادر معنية بإحدى العقد قائلة: نحن بإنتظار عودة “مدير الجمهورية” من الخارج لإستناف حوار التأليف. وبغياب الحل، فإن دعوة البطريرك الراعي الى حكومة طوارئ ربما تشكل مدخلا للتخلص من الشهية المفتوحة سياسيا على التوزير إذ كرر الراعي اليوم دعوته الى حكومة من خارج الجميع. حكومة حيادية، لانه عبثا نبحث عن حكومة وحدة وطنية ونحن متنازعون.
وهذه الدعوة تأتي طبق الاصل لدعوة المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني الذي سبق واعلن رفضه ترشيح أي شخص شغل منصبا قياديا سياسيا. وما بين بغداد وبيروت عوامل مشتركة من تأزم حكومات وتعاظم فساد. ورجالات سلطة حكموا على انقاض الحرب.
اما ما بين لبنان والكويت، فقد ابرزه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اجرى اتصالا بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكدا متانة العلاقات اللبنانية- الكويتية وتجذرها، ومنوها بمواقف الشيخ صباح الداعمة للبنان. وقال له: لا يمكن لللبنانيين ان ينسوا مواقفكم الداعمة لبلدهم في كل الظروف التي مر بها. وأكد الرئيس عون وأمير الكويت، خلال الاتصال، ان لا شيء يمكن ان يؤثر على صلابة العلاقات اللبنانية- الكويتية على المستويين الرسمي والشعبي.