IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاثنين في 31/08/2020

قبل مئة عام كان الجنرال هنري غورو يطلق دولة لبنان الكبير بدءا من ضم الأقضية الأربعة في مدينة زحلة .. قرن بسنواته المئة ويعلن جنرال السياسة الفرنسية اللبناينة ايمانويل ماكرون، ضم مصطفى أديب إلى نادي رؤساء الحكومات حاصلا على تفويض سام دولي وتأييد سياسي من التيارات والأحزاب المحلية. وبتسعين صوتا ارتقى أديب رئيسا على فوهة الدمار ..وعلى بلاد مفلسة بوطن مكنوب واقتصاد تحت الركام. حلت المكرمة الفرنسية وقبيل وصول ماكرون بساعات كان النواب يصدقون في استشارات بعبدا على الاتفاق السياسي المبرم سابقا. فيتدافعون نحو رفع الأيدي في مشهد يعكس قدرة نواب التسعين على التأييد والتفويض.

لكن قلة من نواب الموقف خرجوا عن السرب وربما اختصرهم اسامه سعد بوصف الاستشارات بأنها شكلية ولزوم ما لا يلزم وأن التسمية أوكلت إلى جهات ما واستخبارات ما شرقا أو غربا ولم تعد شأنا نيابيا
وبتكليف أديب وما سبقه من استشارات ملزمة سياسيا فإن لبنان أثبت أنه لا ” يترك”..وأن جهة عربية أو غربية ستشرف على حكمه وحكومته .. لكن القادة اللبنانيين يستدعون العالم في كل مرة الى الميدان السياسي . ولما وجد الرئيس الفرنسي أن العهد لا يمشي إلا والعصا معه … فرض خريطة طريق واختار رئيسا للتكليف ووزع سيرته الذاتية على الاطراف اللبنانية .

ولو لم يفعل .. لكان رئيس الجمهورية يستبد الى اليوم بالاستشارات ويحجزها رهينة القصر .. ويفتي بأمرها ويساوم عليها مع بقية المكونات السياسية. أنذرنا ماكرون بالانهيار والزوال والتلاشي وأبرق لنا مع وزير خارجيته لودريان برسائل تشي بأننا سوف نتبخر ..وحمل العصا بلا جزرة على السياسيين وبدأ بتعذيبهم في سلسلة تصريحات شكلت إهانة لهم وللكيان. إمتثل “الشطار ” من التيارات والأحزاب ورؤساء الحكومات وذهبوا نحو البصم لكن المرحلة الثانية التي سيصل فيها مكرون إلى بيروت هي الأصعب .. لأن الجميع سيكون ملتزما الإسراع بتأليف الحكومة وبعدم اللعب على الزمن. والآتي يتطلب دفن الغزائز الوزارية وعدم التهافت على الحقائب .. وتنحي جبران باسيل عن التصلص على كل اسم ووزارة وإبداء رأيه الفقهي في التأليف والتوزيع وزرع ودائع وزارية في التركيبة الجديدة
فالعين الفرنسية ستكون علينا .. تليها عيون أميركية أكثر تدقيقا في زيارة شنكر لبيروت غدا

أما العدسات العربية اللاصقة فيبدو أنها مشغولة عن لبنان .. فيما الصامت الاكبر هو السعودية وتبعا للرئيس المكلف فإنه “وبإذن الله ” سيوفق في هذه المهمة لاختيار فريق عمل لبناني متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص ..وهو وعد بإجراء الإصلاحات الأساسية وبسرعة لوقف النزف المالي
والاقتصادي والاجتماعي الخطر. وبعد قبوله التكليف اختار الرئيس اديب أن تكون المناطق المدمرة في الجميزة ومار مخايل أولى زياراته لتفقد الناس والأضرار قبل أن ينطلق إلى الزيارات التقليدية نحو رؤساء الحكومات السابقين أو مسقط الرأس السياسي.

على توقيت تفقد الركام لمصطفى أديب كان “أبو مصطفى” يخرج أديبا في الإصلاح وضرب الفساد وخفايا كارثة المرفأ التي كشفت عن دولة فاشلة وكاد المريب يقول أعدموني وليس خذوني .. إذا تحدث الرئيس نبيه بري عن ضرورة سقوط هيكل النظام السياسي بالكامل قائلا إن هناك أربعة وخمسين قانونا لم تطبق مهاجما تجار السياسية الذين يغذون النعرات للمحافظة على وجودهم ومكاسبهم الرخصية لكن الثغرة الوحيدة أن بري لم يصارح اللبنانيين عن الجهة التي تفعل بنا ذلك منذ ثلاثين عاما.
رئيس مجلس ينتقد نفسه .. ورئيس جمهورية يمنع قناة تلفزيونية من دخول القصر الرئاسي.. وإذا كانت محطة الأم تي في قد لجأت الى أسلوب الشتائم والتجريح بموقع الرئيس فإن هذا لا يعطي القيمين على القصر حق المنع والقطع والحجب واستكمال سياسية الإلغاء.

ومنع الام تي من دخول القصر ضرب لمبدأ الحريات لكنه ” نقطة في بحر ” قرار أمل وحزب الله قطع بث قناة الجديد منذ عام كامل وحرمانها مشاهدين كثر في لبنان .
وسواء رئيس الجمهورية او رئيس مجلس النواب .. فإن الطرفين أثبتا اليوم عداءهما للاعلام