رياح كويتية حزينة تطايرت فيها برقيات التعزية من العالم العربي إلى الدولي بوفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرجل الذي كان يقيم على حدود متوترة مانعا هذا التوتر من الإقامة في بلاده، شيخ الدبلوماسيين العرب نظم علاقات التوازن الإقليمي.. فكان يتعامل مع إيران بحسن الجيرة وعلى رغم الجرح الذي سببه الغزو العراقي للكويت، فقد مد خيوط الجيرة إليه بعد سقوط صدام، دخل وسيطا في الازمة الخليجية بين قطر والإمارات والسعودية والبحرين.. ناصر القضية الفلسطينية ومات ولم يطبع.. استضاف مفاوضات لردم الهوة بين أهل اليمن لم يتخل عن السودانيين في محنتهم..
لم يقطع مع الدولة السورية وكان الوحيد الذي رفض إرسال قوات للقتال في ميادينها له في كل بلد مأثرة خيرة.. إلا أن كل الخير كان للبنان صديقه ومسقط رأسه الصيفي وكان الوسيط الاساسي في مفاوضات اللجنة الثلاثية التي مهدت لاتفاقية الطائف هنا.. تذكره الجسور والمنتديات والجامعات والقرى المنبعثة من بين ركام الحروب رافع للانقاض السياسية والعمرانية في آن.. رحل بسجل خال من أي تأليب وتشدد وتغليب فريق على آخر وكما توسط نزاعات الدول فإنه اعتدل ضمن الطوائف وبين ناسه بدوا وحضرا.. وعلامة اعتداله كانت في دخوله مسجد وحسينية الإمام الصادق في الكويت لدى تفجيرها إرهابيا عام ألفين وخمسة عشر قائلا للراحلين والأحياء: هؤلاء أولادي أبقى كويته لؤلوة في الخليج وأبعدها عن مراكز التوتر وفتح اقتصادها أمام التجارة العالمية الجديدة ومشروع الحرير لأنه آمن بموارد بديلة تتخطى النفط لضمان مستقبل الأجيال وإلى كل هذا جعل الكويت تتنفس حريات وديمقراطيات غابت عن الساحة الخليجية من مثله يبكى عليه.. ومن لديه مثلنا يبكى علينا حيث يتنازع زعماؤنا الحكم والقرار والاستئثار بالسلطة ويحتجزون الدستور والاستشارات ويعطلون المبادرات.. يخربونها ويجلسون على تلها قبل أن يتمسكوا جميعا بالمبادرة الفرنسية واخر المتمسكين حركة أمل التي رفضت اتهامات ماكرون وعدته مجافيا للحقيقة.. مصوبة على من صادر عملية التأليف من الرئيس المكلف ووضع شروطا وقواعد تتعلق بالمداورة وتوزيع الحقائب والتسميات لمصالحه، متجاوزا حقيقة المبادرة الفرنسية ومن وحي بيان أمل ومقدمة قناة المنار يوم أمس التي وجهت رسالة “إلزم حدودك” يعرف طالع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذه الليلة لن يتخلى نصرالله عن المبادرة الفرنسية، لكن الوضع سوف يبقى على ما هو عليه رئيس الجمهورية يحتجز الاستشارات مرة ثانية..
رئيس مجلس النواب نبيه بري يحتفظ ببند التعطيل ولن يكون متاحا سوى إعادة تعويم حكومة حسان دياب في انتظار أن يقضي الله أمرا كان مفعولا وهذا الامر له اسم وتاريخ ويقع بين تشرينين حيث الانتخابات الفاصلة ترامب عن بايدن التي يفضل الايراني تخصيب ورقتها في الصندوقة الاميركية وليس على عتبات الاليزيه ولن تكون طهران في عجلة من امرها اليوم لبيع الاتفاق اللبناني في الاسواق الفرنسية لكونها تتطلع الى الاصيل لا الى وكيل عاندته اميركا نفسها وعطلت مفاعله السياسي وبين الجمر الدولي لا يلوي لبنان على مجرد اتفاق تشريعي يتعلق بالعفو العام.. وغدا تتقاتل العشائر النيابية تحت قبة الاونيسكو وقد بدأت طلائع المعركة القتالية من الليلة حيث قاطعت القوات الجلسة.. فيما أعلنت كتلة التيار أن قانون العفو غير مغطى ميثاقيا.. واشترطت المستقبل بند خفض العقوبات
وتبعا لمعارك الغد وموادها الاربعين من العفو العام والدولار الطالبي الذي لن يصرف في المصارف فإن نواب لبنان يستعدون لجلسة عنوانها ” ناغورني كاراباخ ” نيابية .. والخاسر فيها السجناء والطلاب على حد سواء .