IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاثنين في 05/10/2020

كما في الترسيم على الأرض كذلك ترسيم حدود سياسية في السماء ..وفي الرحلة الرئاسية لتقديم واجب التعازي إلى دولة الكويت بوفاة أميرها، اختبر الرئيسان ميشال عون ونبيه بري أطول عقوبة من نوعها بتحملهما الإقامة الجوبة كرئيسين متجاورين لست ساعات ونصف ذهابا وإيابا معا في الأجواء كحبيبين لدوديين.

لكنهما اتبعا التباعد الاجتماعي مع الرئيس الثالث حسان دياب وكان عون وبري مجبرين على فتح الخطوط الجوية والتواصل سياسيا إذ ليس لأحد منهما إمكانية فتح باب الطائرة والهرب على أن خلوة ما فوق الغيم، لم تبدد السحب الحكومية وأشاعت مصادر بعبدا أجواء النقاش وقالت إنه تناول المراحل المقبلة ودور الثنائي الشيعي وطرح ميقاتي والمبادرة الفرنسية وأسماء الاختصاصيين وتجربة مصطفى أديب ولما سألنا عين التينة عن تفاصيل هذه الطروح أجاب المكتب الإعلامي للرئيس نبيه بري بأن كلام مصادر بعبدا أطول من الرحلة نفسها .

ومن يصغ المصادر.. يتفرغ أيضا لصوغ البيانات الرئاسية التي تطوف على سطح الدستور وتمسك بخيط من القانون وتلتف لتعود على التشريعات والقضايا وتحلل وتحرم في التوقيع وترتفع عن أرض المرسوم لترتطم بعبارات فيها مراسيم فردية وإسمية ومبدئية ومرجعية ..وكل هذا اللف والدوران مختصره أن الرئيس ميشال عون يمتنع عن توقيع إعفاء بدري ضاهر. وعلى اللبنانيين وذوي ضحايا المرفأ ” ألا يأخذوا توقيعه ” مسقطا عنه عبارة ” بي الكل ” .. ليكون حصرا ” ابو بدري ” والرحمة لمن رحلوا..ولمن يسألون منذ شهرين عن مصير التحقيقات في انفجار المرفأ ولا يطلبون سوى أول الحقيقة.

لكن الرئيس وحاشية القصر ليسا على كوكب بيروت .. وعون لا يوقع مرسوم إعفاء ثلاثة مديرين عامين ولا يحاسب مديرين ووزراء وفاسدين إلا بعد أن يطمئن إلى سلامة بدري ضاهر هو المؤتمن على الدستور يحتجز التوقيع .. ويحتجز الاستشارات النيابية الملزمة ويعتقل التشكيلات القضائية منذ أشهر وفي انتظار فك الحجوزات فإن المرحلة الأقرب هي تفاوض الترسيم مع العدو الإسرائيلي برعاية أميركية ..وعلى توقيته فإن زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لواشنطن التي كانت مقررة في الرابع عشر من الجاري تخضع الآن لفحوص توسع انتشار كورونا في العاصمة الأميركية وفي اتصال باللواء ابراهيم أكد أنه سيصدر بيانا توضيحا في تفاصيل الزيارة التي ستشمل لقاءات رفيعة المستوى إذا ما ثبتت مواعيدها وإذا كانت هذه الرحلة سوف تفتح على ملفات إقليمية دولية متصلة محليا .. فإن لبنان وسع من نشاطاته العسكرية حيث يستعد الأرمن للدفاع والذود عن الوطن الأم أرمينيا محور من برج حمود الى ناغوري كارباخ أو بالأرمنية أرتساخ .. الغابة, أو كرمة إله الشمس عند الأرمن القدماء هي الأرض التي تناديهم للدفاع عنها وهم الذين اختبروا على مر الزمن التركي معنى الإبادة والتشرد وانتزاع المدن فهل يطلب اليهم البطريرك الراعي غدا تطبيق الحياد وهم يشاهدون الأهل ومسقط الرأس على مقصلة الإبادة الجديدة ؟