IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 31/10/2020

هي لاءات بيروت اجتمعت في قمة التأليف، وأعادت الأمور إلى نقطة الصفر: لا تفاوض إلا على الوزارات، ولا صلح إلا بالتحاصص، ولا استسلام على ضغط أزمة، كل تأخير في حلها يضيق الخناق أكثر على البلد المحاصر الذي يعاود التطبيع مع السلطة نفسها.

خلافات على الأسماء والبرنامج والمداورة، في حلقة مفرغة، وآخر المعارك استقرت “نقارا” على العدد. أتكون الحكومة من ثمانية عشر وزيرا أم من عشرين؟. واللبيب من الإشارة يفهم، بحسب أنطوان قسطنطين مستشار رئيس “التيار”.

الرئيس المكلف سعد الحريري يفكر في إعادة تدوير المداورة، و”التيار الوطني الحر” يطالب بوحدة المعايير، والعقدة الدرزية برزت بالمطالبة بوزيرين اشتراكيين مقابل وزير أرسلاني- وهابي. أما مسؤولية تأزيم المشهد فحملها الاشتراكي إلى من يدور في فلك رئيس الجمهورية. وهنا لا حاجة إلى اللبيب ولا إلى الإشارة.

وإلى تاريخه، فإن الرئيس سعد الحريري ليس في وارد الاعتذار، لكنه إذا ما بدأ بالتراجع أمام مطالب هذا أو ذاك بمن فيهم رئيس الجمهورية وصهره، عندئذ يشكل حكومة سعد دياب وبئس المصير. سرعة التأليف مطلوبة وإن بلغت التسرع قبل الثلاثاء الأميركي الكبير، واستدراكا لما قد يدفع الرئيس الفرنسي إلى سحب مبادرته في ظل ما تعيشه بلاده من أحداث، ليس آخرها إطلاق الرصاص على كاهن في مدينة ليون.

العالم مشغول بأحداثه، ومسؤولو لبنان قتلوا البلد بمرض الفساد، ويغرقونه بشبر تأليف. فيما الليلة يطفئ رئيس الجمهورية نكسته الرابعة على سدة رئاسة وصل إليها بشعبية لا تكاد تضاهى، واستبشر فيها اللبنانيون خيرا، لكن نجمه تهاوى، وبعدد سنوات العهد، ابتعد عنه حتى المؤمنون بشعاراته ووعوده بالإصلاح والتغيير. أربعة أعوام عجاف أفرغت شعارات صاحبها من مضامينها، استبدل محاكمة الفاسد بحماية الفاسدين، وصار والمقربين إليه جزءا من العصابة الحاكمة، وما قبل عون بقي لما بعده، وخلاله قدم جردة براءة لنفسه، تنازل عن صلاحياته ورمى بالمسؤولية عن كاهله بالهروب نحو لا أعرف، ولا أقدر، وليس من صلاحياتي، وحمل الشعب بعضا من هذه المسؤولية، وكاد يقول “ما تشكولي ببكيلكن”.

أربع سنوات مرت على انتظار التغيير في بناء وطن ومأسسة دولة، عاشت قبلها البلاد سنتين ونصف من الفراغ كي يأتي عون رئيسا أو لا. أحد سنتان وأكثر كانت كفيلة بتهريب كل الرساميل خارج لبنان، وتفريغ خزينة الدولة ومصرفها المركزي من العملة الصعبة، والليلة يبلغ سنته الخامسة رئيسا مرؤوسا.