IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاثنين في 02/11/2020

قبل انقطاع النفس الحكومي تم تركيب جهاز تنفس سياسي أعاد ضخ الروح في التشكيلة التي كانت قد وضعت في الثلاجة الحزبية والطوائفية اجتماع رد اللون الى التأليف بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في بعبدا، استبقه القصر ببيان أخرج الشيطان من التفاصيل ومن تهمة التدخل الثابتة على رئيس التيار لصقا وقال بيان الرئاسة إن التشاور يجري حصرا ووفقا للدستور بين عون والرئيس المكلف وليس من طرف ثالث في المشاورات لاسيما النائب جبران باسيل.

نسب القصر إلى وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة دفعة واحدة مسؤولية تناقل المعلومات وتسريبها بما لا يمت الى الحقيقة بصلة وعاجله باسيل ببيان يتناغم وبعبدا مستخدما عبارات الفبركة في الإعلام وتشويه الحقائق وخلق الذرائع والكذب والتذاكي في عملية تأليف الحكومة التي تعرقل التأليف، وإذا كانت المعلومات الإعلامية ليست على بينة من أمرها وكاذبة ومشوهة للحقائق فلماذا لم يسمح للرئيس المكلف بأن يخرج لليوم بتشكيلته الموعودة؟ وهل ما أخره عن مهمته خبر في جريدة أو في مقدمة نشرة إخبارية؟ من وقف حاجزا أمام الإعلان الرسمي وصدور مرسوم تأليف الحكومة؟. والسؤال في العمق: لما كان باسيل لا يتعاطى الشأن الحكومي والتشكيلة فكيف استنتج مضمونها ومعرقليها وكاد يحدد جهتهم ؟ هل استعان بضرب الرمل والتنجيم وقراءة الطالع ؟ ام هو في قلب التأليف ضالع مشارك مقرر.. ومن يتذاكى هنا: عون أم الصهر أم الحريري؟ إن التذاكي لا يوازيه إلا التغابي.. وتشويه الحقائق في السياسة وليس في الإعلام.. فإذا كان عون والحريري قد أضفيا إيجابية منذ اللقاء الأول واتفقا على توليفة من ثمانية عشر وزيرا وعلى مبدأ المداورة ورسما حدود الطوائف ونسبيا الحقائب فمن عاد وكب الزيت على النار؟ فليس ببيانين للتيار والقصر يتم الإبراء المستحيل لجبران باسيل من لوثة التعطيل.. وتلك نزعة موروثة، وفي الدماء أما دفاع بعبدا فهو في سياق استكمال السنوات الأربع.. وفي السنة الخامسة، سعى رئيس الجمهورية لإنقاذ العهد فإذا به ينقذ ولي العهد جبران ووكيله ميشال عون يصارعان اليوم لتحصيل آخر المكاسب لكن اجتماع اليوم بين الرئيسين المختصين بالتأليف أعاد بعضا من التوزان إلى نقاش التأليف وثبت تشيكلة من ثمانية عشر وزيرا لا عشرين كما يطالب العهد أما مبدأ المداورة فلا يستعبد أن يكون قد خضع للدوران السياسي لكنه أصبح مبدأ وعرفا وليس موضوعا في أبواب المقايضة وعلى مضمون ايجابيات اليوم فإن الرئيس المكلف يفترض أن يتقدم بتشكيلته الاربعاء.. فإذا قبلت تسلك طريقها الى التوقيع والثقة أما إذا تعرقلت فإن اعتذار الحريري عن المهمة لم يعد ذا فائدة ما لم يخرج هذه المرة ويقرن اعتذاره “ببق البحصة” لا أن يبتلعها كما استقالته الشهيرة في السعودية التي لا تزال في مجرى المعدة السياسية والبحص هنا سيكون كسارات تطاول الجميع.. ولن يتهم جبران وحده بدور البطولة في هدم الهيكل الحكومي وضرب المبادرة الفرنسية ونسف التدقيق الجنائي الذي عطله رئيس مجلس النواب نبيه بري بحاجز تشريعي.. حيث وقفت السرية المصرفية عائقا وستظل كذلك امام كل مشروع محاسبي وحتى الاربعاء فإن نتائج الانتخابات الاميركية قد تظهر قبل طلوع فجر حكومة لبنان.. إذا تفتح الولايات المتحدة غدا اخطر عملية تصويت في تاريخها.. قد تنتج رئيسين اثنين لاميركا.. ترامب وبايدن سيدان في يوم أسود.. يتخذ شكلا التعبير الديمقراطي أما مضمونا فسوف يؤدي الى نزاع طويل على النتائج وقد بدأ ترامب منذ اليوم بالتشكيك في نزاهة الغد فيما أعلن جو بايدن أن اميركا يكفيها ما شهدته من فوضى بسبب رئاسة ترامب.. متوقعا بذلك اقبال الولايات المتحدة على عنف وصراع يدخلها في عملية تفكك طويلة.