Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية الخميس في 26/11/2020

قصر رئاسي فتح أبوابه لجماهير الكرة في نظرة الوداع الأخير على أسطورة الأرجنتين ديغيو مارادونا، الطائفون حوله كسروا حظر كورونا ومشوا في جنازة من كان يوما يد الله على الارض وقدما تنبت ذهبا وأهدافا ساحرة، قصر الارجنتين كان زاحفا نحو بطل الملاعب .

وقصر رئاسي يكاد العشب البري ينبت على دروبه بعدما عز التقاء الثنائي عون الحريري على تأليف الحكومة، وما بين القصرين واحد مشرع لشعب مصنوع من شغف الكرة ويرقص رقصة التانغو الأخيرة مع من صنع مجده الكروي، وآخر جعل من الشعب كرة بين أقدام السياسيين وصار لاعب هجوم أساسيا على مصالح الناس وحارس مرمى لصد الضربات كلما اقتربت من مصالح المقربين.

وبين صفارة الأزمة الاقتصادية وجرس إنذار المس بالاحتياط لتوفير الدعم لأبسط مواد عيشهم ، يقف اللبنانيون أمام أزمة فقدان الغاز المنزلي وإن قلل المعنيون من أهميتها منعا للتهافت على التخزين.

وفي بلد الأزمة تجر أزمة، أمنه يعتدي على حقوقي بكامل عدة البلطجة وليل المحامين والامن كان صريع ضياع الحقوق لولا أن نقيبا ينبري مع كل اعتداء الى ارتداء ثوب المحامين والإسراع نحو الدفاع عن المعتدى عليهم، ولا تخاف أمة فيها ملحم خلف والامن المعتدي ليلا يعجز حتى عن حراسة نظارة فجرا، فيصدر بلاغ بحث وتحر بحق سجين أقعده المرض العضال ويفرز له فرقة تراقب منزله فيما السجين حبيس زنزانته.

هذا في الأمن أما في السياسة فلا حل حكوميا يلوح في الأفق وعلى طريقة كتبة التقارير رسالة من جبران باسيل إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ” وشى ” فيها على المجلس النيابي العاجز عن إقرار قوانين مكافحة الفساد واستقلالية القضاء، وسجل اسم سعد الحريري كمشاغب في تأخير تأليف الحكومة، ومحاولة آخرين الاستقواء بالمبادرة الفرنسية وبالوضع الاقتصادي المزري لفرض شروط غير معهودة خلافا للدستور والميثاق، وضربا للتوازن الوطني والاستقرار السياسي والجواب على الرسالة تجاوز الفرع إلى الأصل فتلقى الجنرال رسالة من ماكرون .

في مكتوب العجلة دعوة واضحة إلى تأليف حكومة من شخصيات مؤهلة تكون موضع ثقةوفي المكتوب طلب لعون للقيام بدوره ودعوة القوى السياسية كافة بقوة لأن تضع جانبا مصالحها الشخصية والطائفية والفئوية من اجل تحقيق مصلحة لبنان العليا وحدها ومصلحة الشعب اللبناني.

لكن الرئيس عون حول الجمهورية إلى “أنا الوالي” رأس اجتماعات التدقيق والتمديد حتى شمعت ألفاريز خيطها وهربت، فيما أقصر الطرق كان في ملاحقة الحسابات الجارية في وزارات فريقه السياسي ورفع السرية عن تلك الحسابات والأهم أن يسرع الخطى لتأليف حكومة تتخذ القرارات المصيرية على طاولة مجلس الوزراء لا بالاجتماعات مع المستشارين في أروقة القصر.

القرارات الاعتباطية ببيانات وزير المال تذكر وهو اليوم نفى ما أوردته شركة ألفاريز آند مارسال عن انسحابها من التدقيق الجنائي لمصرف لبنان المركزي بسبب عدم تلقيها المعلومات اللازمة لإتمام المهمة، وبدلا من صرف وقت تصريف الأعمال في التنظير كان على غازي وزني أن يفتح دفاتر المالية.

في جمهورية تبادل الأدوار في التعطيل والقفز فوق المسؤوليات واللعب المزدوج على الدستور والقوانين فإن المصرف الفرنسي المركزي وصل إلى النهائيات في التدقيق بحسابات وزارة المالية اللبنانية بالتكافل والتضامن مع المصرف المركزي اللبناني وما على السياسيين إلا انتظار النتائج.